إفتتحت، اليوم الإثنين بالرباط، أشغال اللقاء الإفريقي الثاني لمؤسسات التكوين في الصحافة و الإتصال تحت شعار “تدبير مؤسسات التكوين في الصحافة و الإتصال بإفريقيا”.
و يشكل هذا الحدث، الذي ينظمه المعهد العالي للإعلام و الإتصال، على مدى ثلاثة أيام، فرصة لتعزيز تبادل الخبرات و توسيع مجالات الشراكة لدى الشبكة من أجل تفكير منسق في مجال التعليم و التدبير بين المعاهد الأعضاء في شبكة “إنفوكوم”.
و يشهد الملتقى حضور البلدان الستة الأعضاء المؤسسة للشبكة، بالإضافة إلى بلدان جديدة.
و في كلمة إفتتاحية، دعا مدير المعهد العالي للإعلام و الإتصال، عبد اللطيف بنصفية، إلى إرساء “نموذج إفريقي للتعليم و البحث في مجال الصحافة و الإتصال يتلاءم و خصوصيات القارة و إحتياجات المهنيين و رهانات المجتمع”، مبرزا أهمية تموقع إستراتيجي متميز للمؤسسات الإفريقية، سواء على الصعيد الوطني أو القاري، بهدف تعزيز دورها في إنتاج معلومة في سياقها، و كذا في تكوين قادة الرأي.
و لتحقيق هذه الغاية، أوصى السيد بنصفية بتنفيذ مقاربة إستراتيجية مدمجة تتمحور حول أربعة أبعاد تشمل الجوانب الأكاديمية و المؤسساتية و المجتمعية و التسويقية.
و أوضح أن هذه الرؤية ترتكز على التفاعل الوثيق بين المؤسسات الأكاديمية و السوق المهنية و المجتمع و القطاعات الوزارية الوصية، داعيا إلى تحسين التوافق بين برامج التكوين و الواقع المهني، فضلا عن تعزيز الإنخراط المدني و التدبير الإستباقي لصورة المؤسسات وصيتها.
و من بين الإجراءات ذات الأولوية المقترحة، تطرق مدير المعهد العالي للإعلام و الإتصال إلى تجويد التعليم، و تطوير شراكات إستراتيجية، و الإمتثال التنظيمي، و إعتماد أنظمة التقييم لقياس تأثير التكوينات على الطلب, و المهنيين.
و حث بنصفية المشاركين في الملتقى على تقاسم خبراتهم في التسيير من أجل صقل هذه الرؤية الإستراتيجية القائمة على قيم الأخوة و المواطنة الخاصة بالثقافات الإفريقية.
من جهته، أبرز مدير المدرسة الوطنية لعلوم و تقنيات الإعلام و الإتصال بجامعة أبومي-كالافي في بنين، فرديناند كبوهوي، أهمية تضافر الجهود بين مدارس الصحافة و الإتصال الإفريقية.
و أشار إلى أنه على الرغم من أن إفريقيا غنية بالموارد البشرية و الطبيعية، إلا أن تنميتها لا يزال يكبحها ضعف التنظيم و التعاون، مشددا على ضرورة تيسير تنقل الطلبة و المدرسين بين المؤسسات الأعضاء في شبكة “إنفوكوم”.
و إعتبر المسؤول البنيني أن هذا التعاون سيمكن من تقوية كفاءات الصحفيين و الإستجابة لتحديات التنمية الإفريقية من خلال خلق دينامية جماعية.
و أوصى، في هذا الصدد، بتكوين صحفيين قادرين على تمثيل إفريقيا و الأفارقة بفعالية على الساحة الدولية، معتبرا أن توسيع الشبكة، لا سيما بإدراج سيراليون مؤخرا، و هو البلد الناطق باللغة الإنجليزية، يشكل خطوة مهمة نحو تغطية عموم إفريقيا.
كما إستحضر كبوهوي التطور المستمر لمهنة الصحافة، خاصة في مواجهة التقدم المطرد في مجال الذكاء الإصطناعي، مؤكدا الدور الرئيسي الذي تضطلع به المدارس الإفريقية في مواكبة هذه التحولات.
و إلى جانب مدير المعهد العالي للإعلام و الإتصال (المغرب) و مدير المدرسة الوطنية لعلوم و تقنيات الإعلام و الإتصال في جامعة أبومي-كالافي (بنين)، يجمع هذا اللقاء عددا من الشخصيات الأكاديمية، بما في ذلك فيرجيني أومبوسا، رئيسة قسم التواصل بجامعة عمر بونغو (الغابون)، و مامادي يايا سيسي، نائب المدير المكلف بالدراسات بالمعهد العالي للإعلام و الإتصال في كونتيا (غينيا).
كما يشارك في المؤتمر أبو بكر عبد الواحدو مايغا، المدير العام للمدرسة العليا للصحافة و علوم التواصل في باماكو (مالي)، و جوشوا فيليب أيوديل نيكول، نائب مدير قسم الصحافة و الدراسات الإعلامية بجامعة سيراليون، و مامادو ندياي، مدير مركز دراسات علوم و تقنيات الإعلام في داكار (السنغال).
و يتضمن برنامج هذا اللقاء مائدة مستديرة حول “تدبير مؤسسات التكوين في مجال الصحافة و الإتصال في إفريقيا..أي نماذج يحتذى بها ؟”، بالإضافة إلى إجتماع مخصص لمجلس الأعضاء المؤسسين للشبكة الإفريقية لمؤسسات التكوين في الصحافة و الإتصال.