تعيش الصناعة التقليدية بجهة درعة تافيلالت تحت وطأة اكتساح أسطورة السوق الصينية ومنتوجاتها المستوردة، المحلات التجارية. وأضحت ساكنة المنطقة المستهلك الأساسي للمنتوجات المقلدة. مايمهد لانقراض الحرف التقليدية بالمنطقة.
وعرفت الصناعة التقليدية بالجهة تضررا جراء الأزمة الاقتصادية العالمية بعد انتشار فيروس كورونا المستجد. الذي عمق من جراح الحرفيين التقليدين. حيث إنه بسبب الأوضاع الصحية وقرارات الإغلاق وتعليق الرحلات الجوية. نتج عنه خسارة السياح الأجانب الآتون سواء من الدول العربية أو مختلف أنحاء العالم. ولم يتبق سوى الحريف المحلي.
ويعد الوضع كارثيا للغاية ويمكن اعتبار القطاع منكوبا نتيجة الأوضاع الاقتصادية السياسية والصحية التي يشهدها المغرب اليوم.
وفي نفس السياق، فقد هيمنت المنتجات الصينية على السوق الداخلية. حيث أن المد الصيني لم يقتصر على المنتجات المنزلية فقط. بل وصل إلى أجهزة التلفزيون والآلات الصناعية والسيارات والشاي والنسيج وغيرها…
وفي تصريح خص به جريدة الحدث بريس، تحدث السيد “محمد عمري”، صاحب محل الزمن الجميل للمنتوجات النحاسية والخشبية التقليدية بمدينة الرشيدية، عن وضعية الصانع التقليدي بالمنطقة. حيث أكد أن الحرفة كانت ذات قيمة في الماضي قبل أن تغزو المنتوجات المقلدة المغرب.
وأضاف “عمري” أن: جهة درعة تافيلالت بالخصوص كانت تعرف رواجا كبيرا لما يصطلح عليه ب”الكدرة والبرمة” و”السطلة والقمقوم” التي كانت تصنع قديما بالمادة النحاسية فقط.
وفي نفس الصدد، أشار عمري إلى أن المنتجات المستوردة والتي تصنع بمواد سامة لها أضرار جسيمة على صحة الإنسان، خلافا للمنتجات النحاسية التقليدية، حيث ثبت علميا أن النحاس يحتوي على فوائد صحية عديدة، باعتبار أن الأساور والخواتم النحاسية تداوي الجسد، ماجعل مجموعة من الشركات الطبية تستخدم مادة النحاس كدواء علاجي لبعض الأمراض.
وشدد عمري على ضرورة تشجيع الصناعة المغربية ومنتجات “صنع في المغرب” للنهوض بالاقتصاد المغربي باستعمال المنتوجات المغربية.
من جهة أخرى، على وزارة السياحة والصناعة التقليدية والنقل الجوي والاقتصاد الاجتماعي، أن تحتضن هذه الفئات خاصة في فترة الجائحة، والوضع الوبائي الذي أدى بعدد من الحرف التقليدية إلى الاندثار.