تم أمس السبت، عرض العمل الفني “على متن القارب نفسه” (Dans le Même Bateau)، للفنان ماحي بنبين، الذي تم إهداؤه للمتحف التاريخي في جزيرة غوري بالسنغال، بحضور ثلة من الدبلوماسيين وشخصيات من عالم الفن والثقافة.
ويعد هذا العمل للفنان والكاتب المغربي استحضارا مؤثرا للعبودية والهجرة غير النظامية، وهما وجهان لعملة واحدة، كما يصور حقبتين يفصل بينهما وهم الزمن ولكن يجمعهما المصير المأساوي لأولئك الذين يناضلون من أجل حريتهم.
ووقعت مؤسسة ماحي بنبين والمعهد الأساسي لإفريقيا السوداء التابع لجامعة الشيخ أنتا ديوب في داكار اتفاقية هبة هذا العمل الفني، الذي صممه الفنان بنبين خصيصا لإهدائه إلى السنغال.
وأكد رئيس المؤسسة، ماحي بنبين، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن عرض هذا العمل في جزيرة غوري، التي تشهد على تجربة إنسانية غير مسبوقة في تاريخ الشعوب، يمثل تكريما لإفريقيا وتعبيرا عن قدرتنا على تجاوز المحن، وتحويل القيود إلى فرص، والإبحار معا نحو آفاق مشرقة.
وقال الفنان المغربي “إن غوري، بمنازلها ذات الواجهات الخادعة، وشوارعها المرصوفة بالحصى التي تقود بلا هوادة إلى بيت العبيد، هي مرآة تعكس اللاإنسانية التي يمكن للإنسان أن يظهرها”، مشيرا إلى أن هذه الجزيرة كانت آخر نقطة من الأرض الإفريقية التي شاهدتها ملايين الأرواح المقيدة بالسلاسل قبل أن تُقتاد نحو أفق بلا عودة، على متن سفن لا تبالي بيأسها.
من جانبه أعرب أمين المتحف، مامارامي سيك، عن سعادته بتلقي هذا العمل الفني من الرسام ماحي بنبين، مشيدا بعبقرية بنبين في إنتاج هذه اللوحة الفنية الكبيرة الحجم.
من جهته، أكد سفير المغرب في السنغال، الحسن الناصري، في كلمة بالمناسبة، أن أعمال الفنان ماحي بنبين تجسد التزامه العميق بالدفاع عن قيم الحرية والكرامة والإنسانية، مشيرا إلى أن جزيرة غوري، التي شهدت العديد من المآسي الإنسانية ومرت بفصول مؤلمة ومظلمة من التاريخ، تجسد الآن أمل الشعوب الإفريقية وصمودها وتعلقها بالحرية والحياة.
وقال إن لوحة “على متن القارب نفسه” هي أكثر من مجرد عمل فني، بل رمز لسفن حقبة العبودية المأساوية، كما تمثل القوارب المهترئة لأولئك الذين “يتطلعون اليوم إلى حياة أفضل بحثا عن الحرية والكرامة”.
وفي معرض إبرازه للعلاقات النموذجية بين المغرب والسنغال، قال السيد الناصري، إن عمل بنبين هو تكريم لإفريقيا الجديدة، الصامدة والواعدة، التي تقف بفخر لرسم مستقبلها.
ولفت إلى إن عمل بنبين، “رمز إنسانيتنا المشتركة، يرشدنا نحو أفق تواصل فيه العلاقات بين بلدينا ازدهارها، في قارة إفريقية قوية ومتطلعة نحو مستقبل يسوده السلام والازدهار”.
يشار إلى أن جزيرة غوري مدرجة على قائمة التراث العالمي منذ عام 1978، وتم تأسيس متحفها خلال حقبة الاستعمار في يونيو 1954.