شدد رئيس مجلس النواب، السيد راشيد الطالبي العلمي، يومه الجمعة بمدينة غرناطة الإسبانية، على أن احترام الوحدة الترابية للدول، إلى جانب التقيد بالقانون الدولي والوفاء بالالتزامات الدولية، يشكل الركيزة الأساسية لحل النزاعات والتصدي للتحديات التي تواجه المنطقة الأورومتوسطية.
وفي مداخلة له خلال الجلسة الختامية للمنتدى الدولي حول مستقبل البحر الأبيض المتوسط، المنظم على هامش الرئاسة الإسبانية للجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط، أكد السيد الطالبي العلمي على ضرورة تبني مواقف برلمانية حازمة وواضحة في ما يتعلق بقضايا السيادة الوطنية وسلامة أراضي الدول.
وقال بهذا الصدد: “كجمعية برلمانية، ينبغي أن نتخذ مواقف غير متساهلة بشأن الأسس التي تقوم عليها العلاقات الدولية، وعلى رأسها احترام الوحدة الترابية للدول، وإلا ستظل منطقتنا عرضة للتدخلات الخارجية والتيارات المتعصبة والمتطرفة”.
كما دعا إلى تبني نهج صارم في مواجهة التحديات المتعددة التي تعاني منها المنطقة، مثل الإرهاب، والنزعات الانفصالية، ومحاولات تفكيك الدول، فضلاً عن التغير المناخي وقضايا الهجرة.
وبخصوص ملف الهجرة، أكد الطالبي العلمي ضرورة العودة إلى مضامين “الميثاق العالمي من أجل هجرة آمنة ومنظمة ومنتظمة”، الذي تم اعتماده في مؤتمر مراكش سنة 2018، مشيراً إلى أهمية معالجة الأسباب الجذرية للهجرة غير النظامية في إطار من التعاون واحترام القوانين الوطنية.
وفي ما يتعلق بالتغير المناخي، دعا إلى الالتزام الجاد بما تم التعهد به في مؤتمرات الأطراف الخاصة باتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، مشدداً على أهمية حضور الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط في الساحة الدولية كفاعل مؤثر في قضايا السلام والتنمية والتعايش.
وأشار رئيس مجلس النواب إلى ضرورة تعزيز القيم المشتركة، قائلاً: “ينبغي أن نستلهم في مسعانا قيم الديمقراطية، وحقوق الإنسان، والحوار، والتسامح، في مواجهة خطابات الكراهية والتطرف”.
كما جدد التزام المملكة المغربية، من خلال مجلس النواب، بمواصلة المساهمة الفعالة في المبادرات الأورومتوسطية، سواء على المستوى الحكومي أو البرلماني أو المدني، وذلك انطلاقاً من انتمائها الجغرافي ورؤيتها الدبلوماسية، مبرزاً أن العديد من تحديات دول الشمال تجد حلولها في الجنوب، لا سيما في إفريقيا، القارة الواعدة.
وختم كلمته بالتأكيد على أهمية ردم الهوة بين شمال وجنوب المتوسط، والاستثمار في الإمكانات الهائلة التي تزخر بها القارة الإفريقية من حيث الموارد الطبيعية والبشرية.
يُشار إلى أن المنتدى الدولي حول مستقبل البحر الأبيض المتوسط، الذي انعقد بين 2 و4 أبريل الجاري، عرف مشاركة رؤساء ونواب رؤساء برلمانات الدول الأعضاء في الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط. وناقش المشاركون مواضيع محورية أبرزها التغير المناخي، والهجرة، وتشغيل الشباب، والمساواة بين الجنسين.
وتعتبر الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط، التي تضم 43 دولة، منصة حوار وتعاون إقليمي، وتجتمع في دورة عامة مرة واحدة على الأقل كل سنة بمشاركة ممثلي برلمانات دول الاتحاد الأوروبي وشركائهم من دول الضفة الجنوبية للمتوسط.