أوضح الدكتور الطيب حمضي، الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، أن داء الحصبة. المعروف محليًا بـ “بوحمرون”، سيستمر في الانتشار في المغرب خلال الأشهر المقبلة باعتباره وباءً.
وأكد أن أمام المغرب سيناريوهين: الأول يتضمن الإسراع في عملية التلقيح للحد من انتشار المرض. أما الثاني فيتوقع نتائج “مُرّة” إذا تم التباطؤ في تلك الإجراءات.
وفي لوسائل إعلام أشار حمضي إلى أن الوضع الحالي في المغرب يعكس وباءً وليس مجرد حالات معزولة. كما كان الحال في السنوات السابقة. وأضاف أن مرض “بوحمرون” بدأ انتشاره في المغرب منذ نهاية 2023، حيث انطلق من جهة بني ملال خنيفرة ثم انتقل إلى جهة سوس ماسة، قبل أن يتوسع في شمال المملكة.
وأوضح حمضي أن المغرب كان يسجل في السنوات القليلة الماضية أقل من 10 حالات حصبة سنويًا، إلا أن الوضع اليوم يختلف تمامًا. حيث بدأ الوباء يظهر في عدة مناطق بشكل جماعي.
ووفقًا للمعايير العلمية، يعد هذا التفشي وباءً لأن المرض معدٍ وينتشر بين الناس في نفس الوقت والمكان، وهو ما يتوافق مع تعريف الوباء.
وحذر الدكتور حمضي من أن المرض سيستمر في الانتشار في شكل وباء خلال الفترة المقبلة، وأن مدة انتشاره ستكون مرهونة بسرعة التلقيح.
وأكد أن العودة إلى نسبة مناعة تبلغ 95% من خلال التلقيح السريع للأطفال سيؤدي إلى انطفاء الوباء في غضون الأشهر القادمة. وفي حال تهاون السلطات في التلقيح، فإن المرض سيستمر في الانتشار في مناطق متفرقة من البلاد، وقد يتسبب في إصابات ووفيات، خاصة في صفوف الأطفال.
من جانبها، أرجعت الحكومة المغربية انتشار الحصبة إلى الشائعات التي تروج حول فعالية اللقاح وتأثيراته الجانبية، مما أدى إلى انخفاض الإقبال على التلقيح.
وأكد الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، أن وزارة الصحة والحماية الاجتماعية تبذل جهودًا كبيرة لمكافحة المرض، وأعلن عن إطلاق حملة تلقيح وطنية استدراكية ابتداءً من 28 أكتوبر 2024. والتي تم تمديدها. ودعا بايتاس جميع المواطنين. بما في ذلك الآباء والمجتمع المدني، إلى المشاركة الفعالة في هذه الحملة لضمان نجاحها.
وتظل الأنظار متجهة نحو الإجراءات المتخذة لمواجهة هذا الوباء، حيث تتواصل جهود الحكومة لضمان سلامة المواطنين والحد من انتشار “بوحمرون” في المغرب.