في إطار البحث عن حل سهل لمباراة صعبة، وكسب رهان النجاح في مباراة الملحقين القضائيينن، شدد القاضي عفيف البقالي رئيس المكتب الجهوي لنادي قضاة المغرب باستئنافية العيون، على أن الاستعداد للمباريات يبدأ في الحقيقة من أول يوم في الكلية، وأن لاتبقى محصورا بين صفحات كتابك المدرسي مقيدا بمحاضرات الكلية وإنما يتعين أن “تقرأ كل شيء”.
في نفس السياق، شدد القاضي عفيف البقالي على أن من بين الاستعدادات الواجب الإعتياد عليها لفتح أبواب النجاح تتمثل بشكل أولي في الانفتاح على القوانين الخاصة. حيث إن البعض يعتقد أن القانون يقبل التجزئة وأن الموضوع محدد في نطاق تشريعي ضيق دون أن ينتبه إلى أن المعرفة القانونية لا حدود لها وأن الحل في النوازل متشعب مشتت بين النصوص والقوانين سواء الموضوعية أو المسطرية.
ظروف التخفيف
واتجه عفيف البقالي إلى طرح بعض من الأمثلة: “لنفترض أن السؤال في القانون الجنائي عن ظروف التخفيف طبعا قد يجيب الطالب المجتهد انطلاقا من الفصل 146 من القانون الجنائي وستكون الإجابة صحيحة لكنها غير متميزة ما لم ينفتح على قوانين خاصة مثل قانون المنافسة الذي يقيد سلطة القاضي في ظروف التخفيف.
ولنفترض مثلا أن السؤال عن قاعدة عقل الجنائي للمدني فإن هذه القاعدة تقتضي أيضا الانفتاح على قانون الملكية الصناعية الذي يضع استثناء للقاعدة، وعندما نتحدث مثلا عن القوة الملزمة للعقد قد يقتضي الأمر استحضار بعض مقتضيات صعوبات المقاولة والانفتاح على الكتاب الخامس لمدونة التجارة تارة وقانون حماية المستهلك تارة أخرى.
وفضلا عن المقتضيات الموضوعية لابد أيضا من الانفتاح على القواعد المسطرية سواء في المسطرة المدنية والجنائية أو في القوانين المسطرية الخاصة التي يفرضها طبيعة الموضوع بل إن كثيرا من المواضيع يستحيل مناقشتها دون ربط الجانب الموضوعي بالمسطري مثل وسائل الإثبات التي نظم المشرع جانبا منها في قانون الإلتزامات والعقود وجانبا آخر في قانون المسطرة المدنية.
القدرة على التحليل تعلب دورا أساسيا في كسب رهان النجاح
وعلى صعيد أخر، أكد القاضي على أن القدرة على التحليل تعلب دورا أساسيا في كسب رهان النجاح في مباراة الملحقين القضائيين. وذلك باعتبار أن الطالب ليس مجرد قرص لتخزين المعلومات وإنما إنسان يفكر ويناقش ويحلل وهو ما يجب أن يظهر من خلال صياغة الموضوع وكلما كان هناك إبداع في الصياغة والتحليل والاستنتاج والتصميم وتسلسل الأفكار وانسيابيتها كلما كانت الإجابة متميزة تعكس المستوى الفكري لصاحبها.
وأضاف على أنه في كثير من الأحيان لايحتاج القارئ معلومات بقدر ما يريد أن يجد فكرا يتحرك وإنسانا يناقش وقدرة على الانتقال من المقدمات إلى النتائج ومن الوقائع إلى الاستنتاج والخلاصة.
ولفت إلى أن المباريات وإن كانت تختبر الطالب فهي في الحقيقة تختبر مستوى الكلية وغالبا ما تجد إجابات متشابهة لأنها نتيجة نفس النمط في الدراسة لهذا فإن التمييز بين الإجابات يكون صعبا مادام الجميع انطلق من نفس المنطلق ومن ثم فإن الأكثر حظا هو الأكثر تمردا على النمط السائد لأنه من جهة لايحصر إجابته في الكتب المدرسية ومن جهة أخرى يفكر من خارج الصندوق. وبذلك تكون إجابته متميزة موسوعية مثيرة للانتباه.