الحدث بريس – متابعة
لم يكن السيد حسن بوخبزة يعرف أنّ رحلته، الخميس الماضي، ستنتهي نهاية تراجيدية، سيفقد فيها مرافقه، إضافة إلى ستة أشخاص آخرين، حياتهم ويصاب آخرون، ويخرج منها هو بجروح وكسور في أنحاء متفرّقة من جسمه، ولا سيما بجروح نفسية لن تندمل بسرعة، وربما رافقته طوال حياته..
ووفق ما جاء على لسانه، فقد تنقّل من جماعة بن الطيب في إقليم الدريوش إلى زاكورة، حيث استأجر شاحنة بسائقها، على أساس أن ينقل على متنها حمولة من البطيخ (الأصفر والأحمر) ليتاجر بها في بن الطيب.
لكنّ الحادثة المفجعة، التي هزّت مدينة الحاجب، ستغيّر مسار هذه الرحلة وتنتهي بوفاة مرافقه السائق وأشخاص آخرين وإصابته هو إصابات بليغة، في رأسه ووجهه وبقية أطرافه.
فعلى مشارف مدينة الحاجب، اكتشف السائق أنه لم يعد يستطيع التحكّم في الشاحنة، التي كانت قد توقّفت في محطتين خلال هذه الرحلة، في كل من الراشيدية وآزرو، بعدما وجد أن لا شيء فيها يستجيب، لا فراملَ ولا آلات تخفيف السرعة، فما كان من السيد بوخبزة إلا أن اقترح عليه أن يقفزا من الشاحنة، على أمل النجاة من موت محقق. ففي منحدر في مدخل الحاجب، حاول مرافقه السائق تخفيف السرعة دون نتيجة، بسبب تعطل الفرامل، ليطلب منه تحويل اتجاه الشاحنة إلى مجرى ساقية، لكنه رفض اقتراحه، ليخبره بأنه سيقفز، في ظل تزايد سرعة الشاحنة وعدم وجود مكان خال يمكنهما تحويل اتجاه الشاحنة نحوه.
وقرر بوخبزة القفز من الشاحنة، ليجد نفسه مرميا على قارعة الطريق مضرجا في دمائه، ولم يستجب لنداءاته أحد من المارة، غير سائق شاحنة أخرى قام بطلب سيارة إسعاف، نقلته بعد ذلك إلى مستشفى في مدينة الحاجب، حيث تلقى الإسعافات اللازمة.
وارتطمت الشاحنة، في شارع محمد الخامس في الحاجب، بتسع مركبات أخرى، مخلّفة هذه الحصيلة الثقيلة ما بين قتلى ومصابين، في فاجعة كُتب لحسن بوخبزة أن ينجو منها، بعدما قفز من الشاحنة قبل لحظات من وقوع الكارثة.