احتضنت الكلية الملكية للدراسات العسكرية العليا بالقنيطرة، يوم الإثنين 22 أبريل، النسخة الثانية من منتدى مديري الكليات الحربية الإفريقية، وذلك في إطار التعاون العسكري المتواصل بين المملكة المغربية وعدد من الدول الإفريقية. ويأتي تنظيم هذا اللقاء الهام تنفيذاً للتعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية.
وشكل المنتدى مناسبة لتعزيز التنسيق وتبادل الخبرات بين كبار ضباط القوات المسلحة في القارة، إذ شارك في أشغاله ممثلون عسكريون من السنغال، مالي، ساحل العاج، الكاميرون، نيجيريا، موريتانيا، جمهورية الكونغو الديمقراطية، مالاوي، كينيا، غانا، إثيوبيا، أنغولا وزامبيا.
وتمحور اللقاء حول موضوع “الذكاء الاصطناعي في مجال الدفاع”، باعتباره إحدى الركائز الجديدة للحرب الحديثة، لما يتيحه من إمكانيات هائلة في تحديث المنظومات القتالية، وتعزيز قدرات الجيوش على التفاعل مع التهديدات المتزايدة في البيئات العملياتية المعقدة.
وتخلل المنتدى عرض مجموعة من المداخلات العلمية والعروض التقنية، ألقاها خبراء متخصصون في الذكاء الاصطناعي والدفاع السيبراني، ناقشوا من خلالها الآفاق المستقبلية لاعتماد هذه التكنولوجيا في المجال العسكري، والتحديات المرتبطة بأمن البيانات وخصوصية الأنظمة، فضلاً عن فرص الابتكار في التكوين والتخطيط الاستراتيجي.
ويأتي تنظيم هذا الحدث تأكيداً على الدور المحوري الذي تلعبه القوات المسلحة الملكية في تمتين التعاون جنوب-جنوب، وإبراز التزام المغرب بتقاسم تجربته وخبرته مع الدول الإفريقية الشقيقة، في سياق دولي يتجه فيه الأمن والدفاع نحو عصر جديد تطبعه الرقمنة والتقنيات المتقدمة.