الحدث بريس: متابعة
بديهي أن المرأة هي النصف الثاني للرجل، إن لم نقل أنها كل شيء بالنسبة إليه، خصوصا في ما يتعلق بتدبير الشأن داخل المنزل ، وفي الوسط الرحب للأسرة والعائلة والجوار، ولعلنا نستعرض كفاح المرأة الذي يظنه الكثيرون باهتا وضئيلا بالمقارنة السطحية في نوعية الخدمات المسداة من طرفها ، إذ بالعكس من ذلك ، هي العنوان البارز في ديمومة السير العادي للحياة العامة داخل المجتمع من مختلف الجوانب ما بطن منها وما ظهر.
وإذا كانت معظم الأقوام المتطورة في عالمنا، وخاصة منها الغربية تنحني إجلالا لشخص المرأة ، فلابد لنا أن نعيد النظر في كيفية التعامل معها داخل مجتمعاتنا هذه التي كثيرا ما خسف بها وأرداها الزمن الى درجات من التحقير والحط ان لم يكن النسيان ، فهي الزوجة، الأم ، الجدة، والأخت ، والساعد الأيمن الذي بدونه تبتر الأيادي وتنكسر الأرجل وتعاق الحركة في حياتنا المجتمعيولبلحتماعية على السواء .
فمن منا لم يسمع آهاتها..؟.ومن منا لم يشاهدها وهي في الغابات والفيافي طول النهار ، وبيدها فأس؟ ، أومنجل تحصد به الأشواك والربيع، وعلى ظهرها حبال كانها تتسلق الزمن وتكابر من اجل أي شيئ حتى تقدمه للبهائم فتحلب وتصر من اجل القوت والبقاء ونيل الرضى … !!؟.
تهيئ الطعام للكل، وتشقى من أجل الكل. لتلج عالم التربية المنزلية وتعتني بالأطفال ، واضعة في مفكرتها دائما ارضاء الرجل ونيل عفو الوالدين والاقربين وكل من له علاقة مباشرة او غير مباشرة بالمنزل والجوار .
هذا الهرم المليء بالخصال الإنسانية، وهذا المحرك الذي قليلا ماتهدأ حركته، غالبا ما ينسى ذاته معرضا صحته لمجموعة من المخاطر التي قد لاتخطر لشخص كيفما كان ببال ..
إنها سمفونية الحياة ، تستفيق باكرا لتعزف كل ألحان المشاق والمآسي ، ولا تنتظر إلا لمح علامة من الفرح على أوجه من تقوم على رعايتهم ، منتظرة منهم رجالا ونساء يفيذون المستقبل، ويكونون في أحسن حال.
كانت تحمل جلة، وعلى ظهرها طفل ، وبيدها منجل، وكومة من الغسيل، وقفة وحبل ..!! -لا لشيئ – ، إلا إرضاء لضميرها الحي، وعونا لرب عائلتها، وهي في شهرها السابع ، لتعود بعد أن قضت كل مآربها ، متخمة بالتفاؤل والأمل رغم كل هذه الصعاب والمشاق، وربما حتى المضايقات ….
هكذا هي المرأة داخل المجتمع ، أصيلة ومتفهمة لكل أدوارها بمعيار لا يقاس به ولاعليه، تتوفر فيها خصال كثيرة ومتعددة، لا يمكن حصرها بين هذه الأسطر الشحيحة، صبورة، أمينة ، صادقة ، متفانية في العمل ، حاضرة في أوقات الفرح والحزن، لا ترفض طلبا ولا تنام لها عين ولا ترتاح لها ساق…
تعالوا جميعا إن شاطرتموني الرأي لنقدم لها تحية إجلال وتقدير، لما تقدمه من اعمال ، علنا نرد لها قسطا من جميلها الذي يملأ أحضان السماء ، ولنقل بصوت واحد: إن المرأة في واحتنا بالخصوص نموذج للإنسان الراسخ ، ومنها تعلمنا ونتعلم الكثير.