شهد المغرب يوم أمس توقيع اتفاقية تاريخية مع دولة الإمارات العربية المتحدة لتنفيذ أكبر استثمار أجنبي مباشر في تاريخ المملكة، بقيمة إجمالية تصل إلى 14 مليار دولار. الاتفاق تم بين شركة “ناريڤا” المغربية وشركة “طاقة” الإماراتية، بمشاركة صندوق محمد السادس للاستثمار، ويجسد شراكة استراتيجية متقدمة تهدف إلى تعزيز الأمن الطاقي والمائي للمغرب، وترسيخ موقعه كقوة إقليمية في مجالي الطاقة والمياه.
ويشمل هذا الاستثمار الضخم إنجاز مشاريع حيوية في مختلف جهات المملكة، من بينها بناء خمس محطات لتحلية مياه البحر بطاقة إجمالية تبلغ 900 مليون متر مكعب سنويًا، وبناء محطة كهربائية جديدة تعمل بالغاز الطبيعي قرب طنجة بقدرة 1100 ميغاواط، إلى جانب تأهيل محطة تهدارت الحالية. كما سيتم تطوير محطة ريحية كبرى لإنتاج الطاقة النظيفة في الجنوب، وإنشاء خط كهرباء عالي الجهد (HVDC) بطول 1400 كلم وبقدرة 3000 ميغاواط لربط الجنوب بوسط البلاد.
من جهة أخرى، يتضمن البرنامج تنفيذ مشروع “الطريق السيار المائي” لنقل 800 مليون متر مكعب من المياه سنويًا من الشمال نحو أحواض الجنوب، في خطوة نوعية لمواجهة تحديات الإجهاد المائي والجفاف. ومن المرتقب أن تخلق هذه المشاريع 25.000 فرصة عمل، منها 10.000 وظيفة قارة مباشرة بعد دخولها حيز التشغيل.
هذا الاستثمار العملاق يعكس عمق الشراكة المغربية-الإماراتية ويعزز مكانة المغرب في صدارة الدول الإفريقية الساعية إلى تحقيق الأمن الطاقي والمائي، في إطار رؤية استراتيجية للتنمية المستدامة والسيادة الاقتصادية.