كثف المغرب خلال الفترة الأخيرة من تحركاته مع الجانب الأمريكي لتسريع وتيرة تسلّم معدات عسكرية متطورة، في إطار جهود تروم تعزيز جاهزية القوات المسلحة الملكية.
وكشفت مجلة القوات المسلحة الملكية أن اجتماعات دورية جمعت ممثلي المغرب بوكالة التعاون الأمني الدفاعي الأمريكية (DSCA)، خُصصت لمراجعة ملفات الصفقات الجارية، ومناقشة سبل تقليص آجال التسليم.
وخلال أحدث جولة من هذه اللقاءات، أكد الوفد المغربي على أهمية تسريع توريد أنظمة دفاعية ذات طابع استراتيجي، سبق للقوات المسلحة أن أبرمت بشأنها عقود اقتناء. من بين هذه المعدات، تبرز منظومات الصواريخ “هيمارس”، ودفعة جديدة من 25 مقاتلة “إف-16 فايبر” في نسختها الأحدث (Block 72)، إضافة إلى دبابات القتال الرئيسية “أبرامز M1A2M”.
وتسعى الرباط من خلال هذه التحركات إلى ضبط إدارة الميزانيات المخصصة للتسلح، مع الحرص على تجاوز الإكراهات المرتبطة بطول آجال التسليم، خصوصًا بالنسبة إلى المعدات ذات الأهمية الاستراتيجية في تجديد قدرات الجيش.
ويأتي هذا الضغط المغربي في سياق تأخرات متكررة طالت بعض الطلبيات، وهي تأخرات تُعزى أساسًا إلى تداعيات جائحة كوفيد-19، وإلى ازدحام روزنامة الإنتاج والتسليم لدى المجمعات الصناعية الأمريكية، التي توجه أولوياتها نحو حلفاء الولايات المتحدة في مناطق النزاع الساخنة، مثل أوكرانيا وتايوان وبولندا.
وفي مواجهة هذه الوضعية، لم يتردد المغرب في استكشاف خيارات بديلة عبر تنويع شركائه في مجال التسليح، بحثًا عن مصادر أخرى لتوريد أنظمة مماثلة، في إطار استراتيجية مرنة لتقليل الاعتماد الحصري على المورد الأمريكي.
ورغم التحديات، تشير التقارير إلى أن الرباط تمكنت من الحصول على ضمانات أمريكية قوية، مع تحقيق بعض المكاسب الإضافية التي من شأنها تعويض فترات الانتظار، ما يؤكد استمرار الثقة المتبادلة بين الجانبين في مجال التعاون الدفاعي.