رصدت منصة “إيست فروت” المتخصصة في تحليل البيانات الفلاحية استمرار اكتساح الطماطم المغربية المزروعة داخل البيوت البلاستيكية (الدفيئات الفلاحية) السوق البولندية، إذ تراوح حجم الكميّات التي صدرها المغرب من هذا النوع من الطماطم إلى بولندا بين 30 ألفا و36 ألف طن سنويا، على مدار السنوات الثلاث الأخيرة، ما يعكسّ تحوّل المملكة إلى “رائد في هذا المجال”، بحسب قراءتها.
وأفادت المنصة ذاتها، في تقرير حديث، بأن “تعافي صناعة البيوت البلاستيكية بالمغرب خلال السنة الجارية مكّن المصدرين المغاربة من بيع 22 ألف طن من الطماطم المغربية مباشرة لبولندا خلال الفترة ما بين يناير ويونيو”، موردة أن تسجيل هذا الرقم القياسي يأتي بعدما “جعلت الظروف الجويّة حجم الاستيراد المباشر للطماطم المغربية المزروعة داخل الدفيئات الفلاحية من قبل هذا البلد الأوروبي خلال السنة الماضية، أي حوالي 30 ألف طن، ينخفض قليلا عن الحجم المسجّل في موسم 2021-2022”.
و أضاف التقرير أنه رغم تطوّر إنتاج الخضراوات المحلية داخل البيوت البلاستيكية ببولندا فإن هذا البلد حلّ في المركز الثامن عالميا ضمن أكبر مستوردي الطماطم المزروعة داخل الدفيئات الفلاحية، فيما “لا تتجاوزه من حيث حجم استيراد الطماطم في القارة الأوروبية سوى ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة وهولندا”.
وخلال السنة الماضية سجّل حجم واردات الشركات البولندية من طماطم البيوت البلاستيكية “رقما قياسيا” وصل إلى 216 ألف طن، حسب المنصة عينها، مضيفة أن “نمو هذه الواردات تسارع خلال النصف الأول من السنة الجارية؛ إذ استوردت بولندا من الأسواق الخارجية ما يصل إلى 152000 طن من طماطم البيوت البلاستيكية، ما يمثّل ارتفاعا بنسبة 15% عن الفترة من يناير إلى يونيو 2023”.
والمغرب من بين خمس دول تستأثر بأغلبية واردات بولندا من طماطم الدفيئات الفلاحية، وفق المصدر ذاته، الذي أورد أن “شركات تنتمي إلى خمس دول فقط هي المغرب وتركيا وإسبانيا وألمانيا وهولندا توفّر ما بين 92 إلى 95 في المائة سنويا من ورادات البلد الأوروبي من هذا النوع من الطماطم”.
وبفعل تأثير مشاكل الظروف الجويّة التي شهدها المغرب إلى جانب الجارة الشمالية السنة الماضية على حجم إنتاج دفيئاته الفلاحية من الطماطم “غدت تركيا السنة الماضية موردا رئيسيا (لهذا المنتج إلى بولندا) فقط عام 2023، ما أدى إلى انخفاض كبير في الأسعار خلال ذروة إمداداتها”، تضيف “إيست فروت”، لافتة إلى أنه رغم هذا الوضع “لم يتمكن الموردون الأتراك من تعويض المنتجات الإسبانية والمغربية بالكامل؛ إذ كانوا يوردون بشكل أساسي الطماطم الحمراء المستديرة”.
مفصلة في هذه النقطة أشارت المنصة ذاتها إلى أنه رغم “حصة الطماطم الحمراء المستديرة والطماطم البرقوقية المغربية داخل السوق البولندية فإن تركيز المغرب بدأ ينصب بشكّل أساسي على أنواع مختلفة من الطماطم الكرزية”.
وأضاف التقرير أنه “بحسب المستوردين البولنديين فقد غدا المغرب بالفعل رائدا في قطاع الطماطم الكرزية في بولندا، إذ يورد أنواعا مختلفة منها؛ من قبيل المستديرة القياسية، والبرقوقية، وطماطم ‘الداتيرني’، وطماطم العنب..إلخ”، مردفا بأنه “علاوة على ذلك فإن المشترين البولنديين مهنيي قطاع الضيافة والمطاعم والمقاهي HoReCa ينضبطون بشكل رئيسي للمعايير الموضوعة من قبل الموردين المغاربة”
✍️بقلم الإعلامية : ” فاتن” بالجديدة