قام المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (إيكاردا) وشركائه المغاربة، المعهد الوطني للبحوث الزراعية (INRA) وشركة بنشعيب للبذور، بتطوير ستة أنواع واعدة من القمح الصلب والشعير الأكثر تحملاً للجفاف، مما يوفر محصول أفضل، وخصائص غذائية مهمة.
هذه الأصناف الجديدة هي ثمرة أكثر من عشر سنوات من البحث، وتم جمعها وحفظها في بنك الجينات التابع لإيكاردا في الرباط. وهي حبوب من أسلاف نجت دون تدخل بشري لآلاف السنين في ظروف مناخية قاسية للغاية.
وتحمل هذه الحبوب في داخلها سمات وراثية أكثر قدرة على تحمل التحديات المناخية مثل ندرة المياه. ولضمان جدوى هذه الحبوب، قام الباحثين من إيكاردا و “INRA” بتقييمها في المغرب لعدة سنوات.
وتم زرع الأصناف الواعدة وحصدها من قبل المزارعين، لأكثر من أربع سنوات، في أكثر من ثلاثين مزرعة، شارك فيها أكثر من مائتي مزارع مغربي، في نهج تشاركي.
وهكذا، فإن ثلاثة أصناف جديدة من القمح الصلب وثلاثة أنواع جديدة من الشعير قد لبت توقعات العلماء، وتم تسجيلها في كتالوج البذور الوطني، وبالتالي ستكون متاحة قريبًا للزراعة في جميع أنحاء البلاد.
وأعلن القادة من هذا المشروع الذي يعد جزءًا من الرؤية الاستراتيجية لخطة الجيل الأخضر 2020-2030 لوزارة الفلاحة المغربية، في هدفها لتحقيق سيادة غذائية أفضل بحلول عام 2030.
وتجدر الإشارة إلى أن المركز الدولي للأبحاث الزراعية بالمناطق الجافة هو منظمة عالمية للبحث من أجل التنمية، طورت منذ إنشائها سنة 1977 كمنظمة غير ربحية، مشاريع بحثية من أجل التنمية في أكثر من 50 دولة حول العالم في المناطق ذات المناخ الجاف، من المغرب في شمال إفريقيا إلى بنغلاديش في جنوب آسيا. وتتمثل مهمة هذا المركز في توفير حلول علمية مبتكرة لتحسين سبل عيش الأشخاص ذوي الموارد القليلة في المناطق الجافة.