استلمت القوات المسلحة الملكية دفعة حديثة من شاحنات “تاترا” التشيكية المتطورة، حسب ما أفادت به تقارير صادرة عن المرصد الأطلسي للدفاع والتسليح.
وتأتي هذه العملية في إطار استراتيجية شاملة تنتهجها المملكة لتحديث بنيتها الدفاعية والارتقاء بقدراتها العملياتية، خصوصاً في ظل التحديات الأمنية المتصاعدة التي تشهدها منطقة شمال إفريقيا والساحل. وتُعد الشاحنات الجديدة إضافة نوعية، لما تتمتع به من ميزات تقنية متقدمة تتيح أداءً فعالًا في مختلف الظروف الجغرافية والمناخية.
وتشتهر شاحنات TATRA بهيكلها الهندسي الفريد المعتمد على الهيكل الأنبوبي المركزي ونظام التعليق المستقل لكل عجلة، ما يمنحها قدرة استثنائية على المناورة في التضاريس الوعرة من صحارى شاسعة إلى مرتفعات جبلية، وهو ما يتماشى مع طبيعة المهام الميدانية التي تنفذها القوات المغربية.
وبالإضافة إلى دورها في نقل المعدات الثقيلة والعتاد الحربي، صُممت هذه الشاحنات لتتكيف مع استخدامات متعددة تشمل مهام الإنقاذ والسحب ونقل الحاويات وأنظمة المدفعية الحديثة، مثل نظام “ATMOS” ذاتي الحركة، والذي يعتمد على شاسيه TATRA، ويوفر مدى ناريًا يتجاوز 40 كيلومترًا. كما يُتوقع استخدامها في دعم منظومات الدفاع الجوي وحمل الراجمات الصاروخية PULS بعيدة المدى، والتي دخلت مؤخرًا ضمن الترسانة العسكرية للمملكة.
وتؤكد هذه الخطوة استمرار الشراكة الإستراتيجية بين المغرب وشركة TATRA التشيكية، التي تُعد من أبرز المصنعين العالميين في هذا القطاع. ويرى خبراء عسكريون أن هذه الصفقة تُظهر مدى حرص المغرب على مواكبة أحدث التقنيات العسكرية، بالاعتماد على شركاء دوليين موثوقين مثل جمهورية التشيك وإسرائيل.
ورغم عدم الكشف عن تفاصيل الصفقة من حيث العدد أو القيمة المالية، إلا أن المؤشرات تؤكد أن هذه الشاحنات ستلعب دورًا محوريًا في رفع جاهزية القوات المسلحة المغربية، وتعزيز قدرتها على التدخل السريع وتنفيذ المهام في مختلف السيناريوهات العملياتية.