عمل المغرب على تعزيز قدراته الجوية بشكل كبير من خلال التعاقد على سرب من مقاتلات F-16 المزوّدة بنظام الحرب الإلكترونية المتطور “Viper Shield”. وهو نظام متقدم مصمم لحماية الطائرات من التهديدات الجوية الحديثة وضمان تفوقها في ساحة المعركة. خاصة في أداء المهام القتالية المعقدة.
وفي هذا الصدد، ذكرت مصادر متخصصة أن المغرب طلب في 2023 دمج هذا النظام. الذي تُنتجه شركة “L3HARRIS” الأمريكية، في 24 مقاتلة من طراز F-16.
وقد أكدت وكالة التعاون الأمني الدفاعي التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية في مايو 2024 بدء عملية تصنيع هذه الطائرات. ومن المتوقع أن يتسلم المغرب سربه المزوّد بنظام “Viper Shield” مع نهاية العام الجاري.
وأوضحت المصادر أن الشركة المنتجة للنظام قد أجرت مؤخراً تجارب واختبارات على مقاتلة من طراز F-16 مزوّدة بنظام “Viper Shield”، ما يُشير إلى قرب الانتهاء من عملية تجهيز المقاتلات المغربية بهذا النظام المتطور في مجال “الحرب الإلكترونية”.
ويعد هذا النظام من أحدث تقنيات الحرب الإلكترونية المتكاملة، حيث يوفر حماية شاملة للمقاتلات ضد الهجمات الإلكترونية، والتشويش، والرصد الراداري. يعتمد “Viper Shield” على تقنية الذاكرة الرقمية للترددات الراديوية (DRFM) التي تُتيح للطائرة التشويش على الرادارات المعادية، ما يجعلها أكثر قدرة على تنفيذ مهامها دون أن يتم رصدها بسهولة.
كما يعزز النظام وعي الطيار بساحة المعركة عبر تزويده ببيانات دقيقة وفورية حول التهديدات المحيطة. ويشمل ذلك تقنية الرادار النشط الممسوح إلكترونيًا (AESA)، التي تمنح الطيار قدرة استثنائية على اكتشاف وتتبع الأهداف بدقة، مما يُمكّنه من اتخاذ قرارات سريعة في القتال الجوي. إضافة إلى ذلك، يحتوي النظام على جهاز تحذير رقمي من الرادار (DRWR) الذي يكشف عن أي استهداف من قبل أنظمة الدفاع الجوي المعادية، مما يمنح الطائرة وقتًا إضافيًا للمناورة وتفادي التهديدات.
وكان المغرب قد بدأ، في السنوات الأخيرة، عملية تحديث أسطوله الجوي، حيث تم تهيئة قاعدتين جويتين في سيدي سليمان وبن جرير لاستقبال سرب جديد من مقاتلات F-16 Block72 في عام 2021. ويضم هذا السرب 25 مقاتلة، تم التعاقد عليها مع الشركة الأمريكية “لوكهيد مارتين”، وفقًا لتقرير موقع “ديفينسا” المتخصص في أخبار التسلح. في عام 2019، وقع المغرب صفقة بقيمة 4.7 مليار دولار أمريكي مع الشركة للحصول على سرب جديد من مقاتلات F-16 Block72، مما يعزز أسطوله الجوي ليصل إلى 48 مقاتلة من هذا النوع، حيث يمتلك المغرب حالياً 23 مقاتلة من هذه الفئة.
يُعتبر طراز F-16 Block72 من الجيل الرابع من المقاتلات، ويمثل إضافة هامة للمغرب في تعزيز قدرات جيشه في السلاح الجوي، خصوصًا في مراقبة وحماية الأجواء المغربية، لا سيما في المناطق الجنوبية. كما تشير التقارير إلى أن المغرب يطمح للحصول على مقاتلات F-35 الأمريكية، وهي من أحدث المقاتلات الجوية في العالم، وقد حصلت عليها دول قليلة حول العالم، مثل أستراليا.
مع هذه التحسينات المتسارعة، يعزز المغرب من قوته الجوية ويسعى إلى ضمان تفوقه في منطقة البحر الأبيض المتوسط ومنطقة شمال إفريقيا.