دخل مشروع “الملعب الكبير الحسن الثاني” بمدينة بنسليمان مرحلة حاسمة، بعد الإعلان الرسمي عن إطلاق طلب العروض الخاص بأشغال البناء، وذلك عقب انتهاء المرحلة التمهيدية التي شملت أشغال التسوية والترحيل، وأشرفت عليها شركة SGTM بميزانية بلغت 356 مليون درهم.
وتقدر القيمة الإجمالية للأشغال الكبرى، التي تشمل الهيكل المعدني والعزل والتكسية والنجارة والطلاء والأسقف الثانوية، بحوالي 3.2 مليارات درهم، في ما يرتقب أن تبدأ الأشغال فعلياً بعد مرور 30 يوماً على المصادقة على الصفقة، وتستمر لمدة 30 شهراً، أي إلى حدود نهاية سنة 2027.
الملعب، الذي تشرف على إنجازه الوكالة الوطنية للتجهيزات العمومية لفائدة شركة “سونارجيس”، من المرتقب أن يستوعب أكثر من 115 ألف متفرج، ليكون بذلك أكبر ملعب في العالم من حيث الطاقة الاستيعابية، في خطوة تعزز موقع المغرب كقطب رياضي إقليمي ودولي، خاصة في أفق استضافته لنهائيات كأس العالم 2030 إلى جانب إسبانيا والبرتغال.
المشروع مفتوح أمام شركات مغربية ودولية تتوفر على خبرة موثوقة في بناء ملاعب لا تقل طاقتها عن 40 ألف مقعد، وعلى إنجاز منشآت ضخمة تفوق قيمتها 6 مليارات درهم، مع استبعاد المشاريع السكنية من لائحة المراجع المعتمدة.
وإلى جانب المعايير المالية والتقنية، تشترط دفاتر التحملات احترام مواصفات صارمة ترتبط بطبيعة التربة والمناخ في منطقة بنسليمان، إذ يُلزم المتعهد الفائز باعتماد معيار الخرسانة المغربي NM 10.1.008، وتصنيع الخرسانة مباشرة في الموقع باستخدام محطات خاصة.
أما التصميم المعماري، فقد جاء ثمرة تعاون بين مكتب “Populous” البريطاني و”Oualalou + Choi” المغربي-الكوري، حيث يستلهم شكل الخيام المغربية التقليدية، ويتميز بغطاء علوي شفاف مصنوع من الألمنيوم المتشابك ينسجم مع محيط المنطقة، إلى جانب حلقة مكونة من 32 درجًا تؤدي إلى شرفات طبيعية بارتفاع 30 مترًا، ما يوفر تهوية طبيعية وتجربة بصرية وصوتية فريدة للمشجعين.
يُشار إلى أن آخر أجل لتلقي العروض حُدد في 10 يونيو 2025، في انتظار انطلاق مرحلة البناء الكبرى التي يُراهن عليها لتأكيد جاهزية المغرب لاحتضان التظاهرات الرياضية العالمية وفق معايير من الطراز الرفيع.