ناولت الصحف العالمية، الصادرة صباح اليوم السبت، ملفات دولية من أبرزها الحرب الاقتصادية المتصاعدة بين روسيا والدول الغربية، على خلفية الصراع في أوكرانيا، مشيرة إلى ما وصفه البعض بـ ”الانتصار السياسي“ للولايات المتحدة، في مجموعة السبع، بشأن تحديد سقف لأسعار النفط الروسي.
وأبرزت بعض الصحف التوترات بين الهند والصين، وكذلك الانقسامات في صفوف النشطاء المدافعين عن البيئة، في ظل عودة بعض الدول لاستخدام مفاعلات الطاقة النووية، في خضم أزمة نقص الغاز التي تواجهها أوروبا.
أشارت صحيفة ”فاينانشال تايمز“ البريطانية إلى موافقة مجموعة السبع على وضع سقف لسعر النفط الروسي، في مبادرة تستهدف تقويض قدرات الكرملين على تمويل الحرب في أوكرانيا.
وقالت الصحيفة في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني: ”وافقت دول مجموعة السبع على وضع سقف لأسعار مشترياتها من النفط الروسي، في محاولة لتقويض قدرة موسكو على تمويل الحرب التي تخوضها ضد أوكرانيا منذ ما يزيد على 6 أشهر“.
وأضافت: ”ستعتمد المبادرة على نظام حوافز، حيث سيكون مطلوبًا من المستوردين الذين يسعون للحصول على غطاء تأميني وخدمات شحن، من الشركات التي تتخذ من دول مجموعة السبع، ودول الاتحاد الأوروبي، مقرًا لها، لنقل النفط الروسي، أن يراقبوا سقف الأسعار“.
وتابعت: ”سيتم تحديد المستوى الحقيقي لسقف الأسعار في مباحثات مستقبلية مع كل الأطراف المشاركة، ومن بينها الدول غير الأعضاء في مجموعة السبع، التي ربما تنضم إلى المبادرة“.
ورأت الصحيفة أن هذا الاتفاق يمثل انتصارًا سياسيًا للولايات المتحدة، التي كانت أول من اقترح وضع سقف لأسعار النفط الروسي، في أبريل الماضي، كوسيلة لمعاقبة روسيا على حربها ضد أوكرانيا.
وأردفت: ”قفزت أسعار الطاقة بعد قرار روسيا بغزو أوكرانيا، وأعقب ذلك عقوبات اقتصادية غربية ضد موسكو، وتحركات لوقف شراء النفط الروسي، بينما منح ارتفاع الأسعار الكرملين مكاسب غير متوقعة من عائدات الصادرات“.
واستطردت: ”تراجعت أسعار النفط خلال الأشهر الثلاثة الماضية، ويرجع ذلك إلى استقرار الصادرات الروسية بشكل أفضل من المتوقع، إلى جانب مخاوف من أن يؤدي ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي إلى حدوث ركود في أوروبا“.
انقسام حول الطاقة النووية
وفي سياق متصل، اعتبرت صحيفة ”وول ستريت جورنال“ الأمريكية أن انتعاش الطاقة النووية مجددًا ”تسبب في حدوث انقسامات في صفوف المدافعين عن البيئة“.
وقالت الصحيفة: ”يأتي ذلك في ظل أن الجيل الجديد من النشطاء وبعض الحكومات يدرسون الآن من جديد أن تكون الطاقة النووية بمثابة حل لنقص الطاقة والتغير المناخي، في الوقت الذي تعارض فيه بعض الجماعات المناصرة للبيئة بشدة هذا التوجه“.
وأضافت: ”في الوقت الذي عارضت فيه العديد من الجماعات البيئية والأحزاب الخضراء، في الولايات المتحدة وكندا وأوروبا، الطاقة النووية منذ فترة طويلة باعتبارها قذرة ومحفوفة بالمخاطر، فإن الجيل الجديد من نشطاء المناخ يرى أن الطاقة النووية يمكن أن تكون بديلًا قيما منخفض الانبعاثات“.
وتابعت: ”تؤجج وجهات النظر المتعارضة الانقسامات بين الجماعات البيئية وداخل الأحزاب السياسية الخضراء، وهي قضية أصبحت أكثر وضوحًا في الأشهر الأخيرة، في ظل أزمة الطاقة العالمية“.
وأردفت: ”تعهدت بريطانيا، وفرنسان وكندا، بزيادة قدراتها في مجال الطاقة النووية، بوصفها بديلًا للطاقة الروسية ولمصادر الطاقة الأكثر تلوثًا مثل الفحم.. بعض من دعموا إيقاف تشغيل المحطات النووية، لديهم الآن أفكار أخرى في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا“.
وأوضحت أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن ”خصصت في أبريل الماضي 6 مليارات دولار لإنقاذ محطات الطاقة النووية المعرضة لخطر الإغلاق“ مشيرة إلى ”الحاجة إلى مواصلة الطاقة النووية كمصدر للطاقة خالٍ من الكربون“.
ونقلت الصحيفة قول ”يان هافيركامب“، وهو خبير في الطاقة النووية أن ”الترويج للطاقة النووية بوصفها حلًا للتغير المناخي يمثل أسلوبًا لقلب المعطيات“.
وأضاف: ”في كل مرة ومجددًا نرى جماعات الضغط التي تقوم بتصعيد حملاتها الراغبة في إعادة الصناعة النووية للنمو مرة أخرى. إنهم يعتقدون أننا نسينا ما حدث في فوكوشيما“.
تنافس الهند مع الصين
وأشار صحيفة ”واشنطن بوست“ الأمريكية في تقرير لها إلى إطلاق الهند أول حاملة طائرات مصنّعة محليًا، في ظل التنافس مع الصين.
وقالت الصحيفة: ”أطلقت الهند، أمس الجمعة، أول حاملة طائرات محلية الصنع، وانضمت إلى مجموعة صغيرة من الدول التي لديها القدرة على تصنيع السفن الحربية، واستخدامها لاستعراض قوتها بعيدًا عن شواطئها“.
وأضافت: ”تدخل حاملة الطائرات فيكرانت الخدمة، حيث تقوم الهند بالتحول بعيدًا عن النزاعات البرية مع عدوها التقليدي باكستان، وتركز أكثر على منطقة المحيطين الهندي والهادئ التي تتنازع عليها القوى البحرية، بما في ذلك الصين والولايات المتحدة“.
وتابعت: ”منذ العام 2020، دخلت الهند والصين في نزاع حدودي مرير في جبال الهيمالايا، لكن التوترات امتدت إلى المجال البحري.. في آب/ أغسطس، رست سفينة تابعة للبحرية الصينية في سريلانكا رغم احتجاج الهند، ما أثار خلافًا دبلوماسيًا بين نيودلهي وبكين“.
وأردفت: ”أصدرت الحكومة الهندية تحذيرات صريحة بشأن ما وصفته بـ“عسكرة“، مضيق تايوان، بعد أن أجرت الصين تدريبات عسكرية، الشهر الماضي، ردًا على زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى تايوان“.
واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول: ”بينما يقول خبراء عسكريون إن حاملات الطائرات الحديثة معرضة بشكل متزايد للصواريخ والغواصات في حالة الحرب، فإنه لا يزال يُنظر إليها على نطاق واسع بوصفها رمزًا للمكانة الوطنية، والقيام بعمليات بعيدة المدى“.