بينما لا يزال صدى الألعاب الأولمبية باريس 2024 يتردد، تستعد العاصمة الفرنسية لإستقبال شعلة الألعاب البارالمبية. و ستكون هذه الألعاب فرصة لإستمرار سحر الأولمبياد و تكريم الرياضيين البارالمبيين، الذين يمثلون مصدر إلهام لا ينضب.
و إبتداء من يوم 28 غشت الجاري، ستشهد ساحة الكونكورد في قلب باريس إنطلاق هذه المغامرة الرياضية الجديدة، بحفل إفتتاح يعد المنظمون بأنه سيكون “مبهرا”.
و يشمل برنامج هذه الألعاب عروضا رياضية على أعلى مستوى في 22 رياضة بارالمبية، بإجمالي 549 مسابقة موزعة على 19 موقعا للمنافسات.
و قال رئيس اللجنة البارالمبية الدولية، أندرو بارسونز : “بعد النجاح الكبير الذي شهدته الألعاب الأولمبية، أنا مقتنع أكثر من أي وقت مضى أن باريس 2024 ستنظم أكثر الألعاب البارالمبية إبهارا في التاريخ. فالإحتفال مستمر و يجب أن يكون الجمهور جاهزا لهذا الحدث الرياضي الأكثر إثارة و إعجابا الذي سيكون لهم شرف حضوره”.
و أضاف أن “12 يوما من الرياضة عالية المستوى ستغير فرنسا إلى الأبد، و ستغير الطريقة التي ينظر بها الناس إلى أنفسهم و الطريقة التي يرون بها بعضهم البعض”.
و كما هو الحال مع الألعاب الأولمبية، ستقام المسابقات البارالمبية في مواقع إستثنائية، مثل قصر “ليزانفاليد” الذي سيحتضن الرماية بالسهام، و برج إيفل سيحتضن كرة القدم الخماسية للمكفوفين، و ساحة “شون دو مارس” ستحتضن الجودو البارالمبي و الرغبي على الكراسي المتحركة، و حدائق قصر فرساي ستحتضن بدورها الفروسية البارالمبية.
و سيتمكن المشجعون من متابعة الإحتفالات في مواقع متعددة منتشرة في جميع أنحاء فرنسا، مما يتيح لهم متابعة الرياضيين الذين يتنافسون من أجل الفوز بالميداليات في أجواء إحتفالية.
و من المتوقع أن تكون هذه الألعاب مثالا يحتذى به في الإلتزام بالشمولية، حيث تم تصميم مواقع المنافسة البارالمبية بمسارات شاملة. كما تلقى المتطوعون و الموظفون تكوينا على إستقبال الأشخاص ذوي الإحتياجات الخاصة.
و فيما يتعلق بالإقامة، سيعيش الرياضيون البارالمبيون في “فضاءات ملائمة”. في هذا الصدد، قال مدير القرية الأولمبية و البارالمبية، لوران ميشو : “تم تعديل الفضاءات العامة و الشوارع و الأرصفة و المعابر لتكون مناسبة للأشخاص الذين يستخدمون الكراسي المتحركة. هذا يتماشى مع معايير الولوج الشاملة المعتمدة في التصميمات الحضرية الجديدة”.
و في إنتظار بداية المنافسات الرياضية للأشخاص ذوي الإحتياجات الخاصة، تعيش باريس على وقع الأنشطة و الفعاليات الثقافية و الفنية و الرياضية التي تنظمها المدينة و الجهة حول الألعاب. و تندرج معظم هذه الأنشطة ضمن الأولمبياد الثقافي لباريس 2024، الذي يقدم منذ عدة أشهر برنامجا فنيا و ثقافيا متعدد التخصصات يجمع بين الفن و الثقافة و الرياضة.
و في إطار هذا الأولمبياد الثقافي، ستقدم النسخة العشرون من مهرجان “روك آن سين”، التي ستقام قبل أيام قليلة من حفل إفتتاح الألعاب البارالمبية، برنامجا إستثنائيا للإحتفال بالروابط و القيم المشتركة بين الموسيقى و الرياضة. و سيكون الشمول محور هذا الحدث، مع تعزيز إجراءات الولوج لإستقبال الأشخاص ذوي الإحتياجات الخاصة.
و لتشجيع الجمهور على الإنضمام إلى الإحتفالات، أطلقت باريس 2024 حملة تعبئة للألعاب البارالمبية بعنوان “اللعبة لم تنته بعد”. و تهدف هذه المبادرة إلى حث أكبر عدد ممكن من الأشخاص على الحضور لدعم الرياضيين البارالمبيين.
و بالنسبة لتذاكر الألعاب البارالمبية، تم بيع أكثر من 1.4 مليون تذكرة من أصل 2.8 مليون تذكرة متاحة، مع تخصيص 300 ألف تذكرة للجمهور من ذوي الإحتياجات الخاصة و مرافقيهم.
و سيشارك نحو 4400 رياضي، بينهم ما لا يقل عن 1859 إمرأة، في الألعاب البارالمبية في باريس (من 28 غشت إلى 8 شتنبر)، مقارنة بـ10 آلاف و 500 رياضي في الألعاب الأولمبية.
و في هذه النسخة التي ستجمع 182 دولة، سيشارك 38 رياضيا مغربيا لتمثيل بلادهم في مسابقات ألعاب القوى البارالمبية (لذوي الإعاقة الحركية و البصرية)، و كرة التنس على الكراسي المتحركة، و رفع الأثقال البارالمبية، و التايكوندو البارالمبي، و سباق الدراجات البارالمبي على الطرق و كرة القدم الخماسية للمكفوفين.
يذكر أن المغرب فاز بـ38 ميدالية في مجموع مشاركاته في الألعاب البارالمبية منذ عام 1988 في سيول، منها 16 ذهبية و 11 فضية و 11 برونزية.