الحدث بريس:يحي خرباش.
يبدو أن أيام العسل في طريقها الى الزوال، بعد الضربة الموجعة التي تلقاها حزب رفاق علي يعته من طرف حليفه في الحكومة سعد الدين العثماني ، الذي أزاح كاتبة الدولة في الماء شرفات افيلال والتي ظلت تشغل هذا المنصب منذ الولاية السابقة لحزب العدالة والتنمية في رئاسة الحكومة، إلا أنه مع تولي اعمارة حقيبة وزارة التجهيز والنقل والماء واللوجستيك، سيحتد الصراع بينه وبين كاتبة الدولة لدى هذه الوزارة الذي لم تفلح معه تدخلات أمين حزب التقدم والاشتراكية من أجل احتواء هذا الصراع ،الذي تطور الى حد تقديم ملتمس قصد إزاحة كاتبة الدولة والذي تمت المصادقة عليه في المجلس الوزاري المنعقد مؤخرا.
إزاحة كاتبة الدولة اعتبره حزب التقدم والاشتراكية خرقا لميثاق الاغلبية وضربا للتحالف الاستراتيجي بين الحزبين. وبما أن السياسة لا تخضع لمنطق الأخلاق، فإن خطة العثماني هي هدف لتصفية تركة بن كيران وإضعاف الحزب المتحالف معه سابقا وهي الضربة التي اختير لها التوقيت والظرف المناسب بدقة محكمة، كما أن هذا القرار سيعمق الأزمة بين التيار الاستوزاري في حكومة سعد الدين العثماني والتيار المعارض المحسوب على بن كيران الذي كان يشد بالنواجذ على حزب التقدم والاشتراكية الحليف الوفي له سابقا، وهو الأمر الذي شجع أيضا نبيل بن عبد الله على خرجته النارية ضد مستشار القصر الملكي للوقوف في صف واحد مع بن كيران ضد ما سماه بالتحكم.
هذا الموقف لم يدم طويلا وسينهار في ظل ولاية سعد الدين العتماني ، وها هو الحزب يؤدي الثمن غاليا نتيجة لهذا التحالف الغير الطبيعي في حد ذاته وبعيدا كل البعد عن ما تتطلبه المصلحة العليا للوطن…….
فدوام الحال من المحال، و”الراس اللي ما يدور كدية” كما يقال في المثل الشعبي، و نبيل بن عبد الله ومعه حزب التقدم والاشتراكية…. تلقى ضربتين قويتين، الأولى طعنة العثماني و الثانية الوضعية الصعبة التي بات يعيشها الحزب على مستوى الاغلبية الحكومية.
الحزب لم يعد في حوزته سوى وزيرين اثنين فقط ، وهو مؤشر واضح من سعد الدين العثماني على تصفية تركة بن كيران، والهدف حزب التقدم والاشتراكية ، وإضعافه كي لا يرفع الرأس مرة أخرى ويتعلم كيف يحسب خرجاته جيدا قبل المواجهة.
لم يأت اجتماع نبيل بن عبد الله بسعد الدين العثماني بأية نتيجة ،ولم يفض اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية المنعقد يوم أمس الى اتخاد أي موقف سياسي واضح، إلى ذلك هل سيستمر حزب التقدم والاشتراكية في التحالف الحكومي، أم سيرد نبيل بن عبد الله الصاع صاعين لسعد الدين العثماني؟ فلننتظر ما ستسفر عنه الايام القادمة.