خلدت أسرة المقاومة و جيش التحرير بإقليم تزنيت، أمس الإثنين، الذكرى الـ55 لإسترجاع مدينة سيدي إفني إلى حظيرة الوطن الأم، و ذلك خلال لقاء تواصلي إحتضنه فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة و التحرير بتزنيت.
و في كلمة بالمناسبة، قال المندوب السامي لقدماء المقاومين و أعضاء جيش التحرير، مصطفى الكثيري، أن هذه الذكرى تعتبر مخطة تاريخية كبرى على درب النضال و الكفاح الوطني من أجل الدفاع عن حوزة الوطن و الدفاع عن مقدساته الدينية و ثوابته الوطنية.
و أبرز المتحدث نفسه، أن هذه المناسبة تعد فرصة لإستحضار ذكرى غالية و مفخرة من مفاخر الأجداد و الآباء و صفحة من سجل أمجاد المغاربة الحافل بالمبرات و المكرمات و التضحية و الفداء إعلاء لصروح الوطن و نهضته، و كذا مناسبة للوقوف وقفة تأمل و تدبر عند بعض أهم المحطات التاريخية التي شهدتها المنطقة في سبيل نيل الحرية و الإستقلال و إستكمال الوحدة الترابية.
و أضاف بأن إقليم تيزنيت المجاهد على الدوام، شكل محطة نضالية أربكت قوات الإحتلال الأجنبي، و قضت مضاجعه، بحيث كانت دعامة قوية عززت مسلسل الجهاد و المقاومة و التحرير في مواجهة المستعمر و حماية الوطن و الدفاع عن كرامته.
و إستحضر المتحدث ذاته، بأن مساهمة أبناء الإقليم، على غرار سائر أقاليم المملكة، في ملحمة إستكمال الوحدة الترابية، معززين إنخراطهم الوازن و المتميز في المسيرة الخضراء المظفرة التي أبدعتها العبقرية الفذة لجلالة المغفور له الحسن الثاني، متصدرين طلائعها الأولى يوم 6 نونبر 1975م، فكان جلاء آخر جندي أجنبي عن الصحراء المغربية يوم 28 فبراير 1976، و فيما بعد تم إسترجاع إقليم وادي الذهب سنة 1979 و تحققت إرادة العرش و الشعب و تحطمت الحدود الوهمية التي أقيمت ردحا من الزمن للفصل بين أبناء الوطن الواحد.
و في أعقاب هذا اللقاء، جرى تكريم خمسة من صفوة قدماء المقاومين و أعضاء جيش التحرير بالإقليم تقديرا لما قدموه من التضحيات الجسام في سبيل تحرير البلاد من الإستعمار، و لما برهنوا عنه من روح المسؤولية و التضحية و قيم الإيثار و نكران الذات.
كما تم تقديم إعانات مالية لعدد من قدماء المقاومين و أعضاء جيش التحرير و أرامل المتوفين منهم، عرفانا بما أسدوه من خدمة للوطن، و البالغ عددها 31 إعانة بغلاف مالي إجمالي قدره 90 ألف درهم.
إثر ذلك، قام المتحدث كذلك، و الوفد المرافق له، بزيارة لأروقة فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة و التحرير بتزنيت.