تشهد العاصمة الفرنسية باريس استعدادات أمنية مشددة قبل المباراة المرتقبة بين منتخبي فرنسا وإسرائيل ضمن منافسات دوري الأمم الأوروبية، والمقرر إقامتها اليوم الخميس على ملعب فرنسا.
تأتي هذه المواجهة في وقت حساس للغاية على الصعيدين السياسي والأمني، حيث تتزامن مع توتر العلاقات الدبلوماسية بين فرنسا وإسرائيل بسبب الأحداث الأخيرة في غزة، مما يزيد من حالة التأهب والترقب.
وأكدت شرطة باريس تخصيص نحو 4 آلاف شرطي لتأمين المباراة، وذلك في إجراء أمني وصفه قائد الشرطة لوران نونيز بأنه “استثنائي وغير مسبوق”، مشيراً إلى أن هذا العدد يفوق بثلاثة إلى أربعة أضعاف حجم القوات التي تُحشد عادةً لمثل هذه الفعاليات. وقال نونيز في تصريح لمحطة “آر تي إل” إن التدابير الأمنية ستشمل تأمين محيط الملعب ووسائل النقل العام لتجنب أي أعمال عنف أو اضطرابات قد تحدث بين الجمهور المحلي والمشجعين القادمين.
وفي خطوة إضافية للحفاظ على الهدوء، أعلنت السلطات منع رفع أي أعلام باستثناء العلمين الفرنسي والإسرائيلي داخل الملعب، وأكدت حظر رفع العلم الفلسطيني أو أي رسائل دعم سياسي من أي نوع. وتأتي هذه القرارات وسط حالة من التوتر السياسي الذي يلقي بظلاله على أجواء المباراة، ويزيد من حساسية الموقف.
ورغم هذه الإجراءات المكثفة، أظهر استطلاع للرأي أجرته مجموعة مشجعي “فرنسيون غير قابلين للاختزال” أن 15% من أعضائها يخططون لمقاطعة المباراة تضامناً مع غزة، في حين أشار نحو 30% منهم إلى أن “المخاطر الأمنية” كانت السبب الرئيسي لقرارهم. ويتوقع أن تكون نسبة الحضور في المباراة منخفضة، حيث أُعلن أن نحو 20 ألف مشجع فقط قد يحضرون المباراة في ملعب يتسع لأكثر من 80 ألف متفرج.
وتبقى الأنظار موجهة نحو ملعب فرنسا اليوم، حيث تأمل السلطات الفرنسية في أن تنجح تدابيرها الأمنية في تمرير المباراة بسلام، بعيداً عن أي أحداث قد تزيد من حدة التوتر الراهن.