خرجت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك عن صمتها بعد الجدل الذي أثير حول قضية المصافحة باليد مع مسؤولي الإدارة السورية الجديدة في دمشق و على رأسهم أحمد الشرع.
و قالت بيربوك، أنه مع وصولها إلى العاصمة دمشق كان واضحا أن لقاءها بالمسؤوليين السوريين الجدد سيخلوا من مصافحات اليد المعتادة في مثل هذه اللقاءات الدبلوماسية.
و جاء تعليق الوزيرة الألمانية بعد الجدل الذي أثاره مقطع فيديو يوثق لإستقبالها رفقة نظيرها الفرنسي، جان نويل بارو، من قبل قادة سوريا الجدد، حيث إمتنع مسؤولون في الإدارة السورية الجديدة عن مصافحتها عند إستقبالها، كما لم يصافحها قائد الإدارة الجديدة، أحمد الشرع.
و أوضحت بيربوك “كان من الواضح لي أنه لن تكون هناك مصافحة عادية هنا”.
و تابعت “أعتقد أن شركائي في الحوار أيضا كان ذلك واضحا لهم، إذ لم يمد وزير الخارجية الفرنسي أيضا يديه”.
و شددت المسؤولة الألمانية أنها و نظيرها الفرنسي أوضحا للقادة الجدد أن قضية حقوق المرأة ليست مجرد قضية تتعلق بحقوق المرأة، “بل إن حقوق المرأة مؤشر على مدى حرية المجتمع”.
و ظهرت بيربوك مرتدية سترة واقية من الرصاص بعد هبوط طائرتها في مطار دمشق الدولي، كما أظهرت تسجيلات مصورة أن مستقبلي الوزيرة لم يصافحوها باليد و إكتفوا بالترحيب بها قولا و تبسّماً، في حين صافحوا الرجال الآخرين في الوفد.
و تكررت الواقعة مع الشرع حين كان في إستقبال بيربوك في قصر الشعب في دمشق، حيث إكتفى بالتلويح لها مبتسما بينما مد يده ليسلم على نظيرها الفرنسي جان نويل بارو، الذي كان برفقتها.
و خرجت تعليقات تنتقد تصرف مسؤولي الإدارة السورية الجديدة، و تتهمهم بعدم مراعاة قواعد و بروتوكول المصافحة لدى السياسيين في العالم، و إتهمهم البعض بمحاولة جر البلاد لنموذج يشبه أفغانستان التي تحكمها جماعة طالبان.
و وزيرة خارجية و نظيرها الفرنسي هما أول وزيرين من الإتحاد الأوروبي يزوران سوريا منذ سيطرة المعارضة على دمشق في الثامن من ديسمبر، ما أجبر الرئيس السوري السابق بشار الأسد على الفرار بعد أكثر من 13 عاما من الحرب لينتهي حكم عائلته المستمر منذ عقود.
و إجتمع بارو وبيربوك مع الشرع في قصر الشعب في دمشق، بهدف توجيه رسالة تفاؤل حذر إلى الإدارة الجديدة بقيادة هيئة تحرير الشام، و إظهار الإنفتاح على الإعتراف بالحكام الجدد لسوريا مع حثهم على الإعتدال و إحترام حقوق الأقليات.