حذرت موسكو واشنطن بشأن ما سمته التصعيد الخطير في جزيرة القرم، وفي الوقت نفسه أعلنت أنها قتلت 20 مرتزقا أميركيا في خاركيف الأوكرانية، كما قدم مسؤول غربي تقييما جديدا لمجريات الحرب.
وقالت وزارة الدفاع الروسية اليوم السبت إنها قتلت 100 مسلح -بينهم 20 مرتزقا أميركيا- في مواقع تابعة للقوات الأوكرانية في خاركيف، كما أوضحت الوزارة أن القوات الروسية أسقطت 13 صاروخا استهدفت محيط محطة كاخوفسكايا للطاقة الكهرومائية في خيرسون.
وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إن “المواقع التي تتركها القوات الأوكرانية نعثر فيها على ألغام”.
وأكد أن الهدف الرئيسي من العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا هو حماية سكان دونباس من الإبادة الجماعية على يد نظام كييف، حسب تعبيره.
وأضاف أن الولايات المتحدة فعلت ما بوسعها لجعل أوكرانيا منطقة مناوئة لروسيا.
وضع خطير
وحذرت موسكو واشنطنَ من التصعيد ضدها انطلاقا من الأراضي الأوكرانية، وقال نائب وزير الخارجية الروسي إن الوضع أصبح خطيرا للغاية.
جاء ذلك عقب هجمات طالت الخميس الماضي شرقي القرم وغربها، وهي الثالثة من نوعها خلال أسبوعين.
وأظهرت صور بُثت عبر الإنترنت أجواء مدينة سيفاستوبول بالقرم، حيث يقع مقر قيادة أسطول البحر الأسود الروسي، وتصدت الدفاعات الجوية الروسية لأهداف في سماء المنطقة.
وتحدثت القوات الأوكرانية عن حصول انفجار في ميناء سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014.
ونقلت وكالة تاس الروسية أن طائرة مسيرة هاجمت مقر أسطول البحر الأسود في شبه جزيرة القرم من دون وقوع أضرار.
ونقلت شبكة “إن بي سي نيوز” الأميركية عن مسؤول أوكراني قوله إن موالين لأوكرانيا كانوا متورطين في موجة التفجيرات الأخيرة في مواقع عسكرية روسية في شبه جزيرة القرم.
ونقلت الشبكة عن مسؤول أميركي قوله إن إدارة الرئيس جو بايدن لم تضع أي قيود على شن أوكرانيا ضربات في شبه جزيرة القرم باستخدام أسلحة بعيدة المدى قدمتها الولايات المتحدة، مثل منظومة “هيمارس” الصاروخية.
وأضاف المسؤول الأميركي أن الولايات المتحدة لا تشجع أو تثبط عزيمة أوكرانيا لشن هجمات في شبه جزيرة القرم، وأن اختيار أهداف الضربات العسكرية أمر متروك لكييف.
في الوقت نفسه، كشفت الولايات المتحدة عن صفقة أسلحة جديدة ومساعدات عسكرية لأوكرانيا بقيمة 750 مليون دولار. وتضم المساعدات الأخيرة مسيّرات للاستطلاع ومركبات مقاومة للألغام وذخيرة إضافية لمنظومات راجمات “هيمارس” ومدافع “هاوتزر” وصواريخ “تاو” المضادة للدروع وصواريخ “جافلين”.
مجريات الحرب
وذكر مسؤول رفيع بالبنتاغون أن القوات الأوكرانية تستخدم راجمات “هيمارس” ببراعة، وغيرت دينامية الحرب مع روسيا، حسب تعبيره. وأضاف أن القوات الأوكرانية لم تتمكن من استعادة أراض واسعة من روسيا، لكنها تضعف القوات الروسية بشكل ملموس.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن الرئيس بايدن واضح في أن الولايات المتحدة ستواصل دعم شعب أوكرانيا في الدفاع عن بلاده ضد العدوان الروسي مهما استغرق الأمر من زمن.
وأضاف بلينكن أن واشنطن ستواصل توفير منظومات وقدرات إضافية لأوكرانيا، “ويتم ضبط هذه القدرات بعناية لإحداث أكبر وقع في ساحة المعركة وتعزيز موقف كييف على طاولة المفاوضات”.
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول غربي قوله إن الانفجارات التي وقعت في قاعدة ساكي الجوية في شبه جزيرة القرم هذا الشهر أدت إلى توقف استخدام أكثر من نصف الطائرات المقاتلة التابعة لأسطول البحر الأسود الروسي.
وأضاف المسؤول الغربي أن الحرب بشكل عام في لحظة جمود عملياتي، والقوات البرية لكلا الجانبين لا تملك قوة قتالية برية فعالة بما يكفي لشن عمليات هجومية فعالة من شأنها التأثير على مسار الحرب بأي شكل من الأشكال.
وأكدت مسؤولة كبيرة في البنتاغون للصحفيين أن القوات الأوكرانية تمكنت في الأسابيع الأخيرة من وقف تقدم القوات الروسية في جنوب البلاد وشرقها. وقالت “يمكنكم أن تلاحظوا عدم إحراز الجانب الروسي أي تقدم في ساحة المعركة”.
محطة زاباروجيا
في سياق متصل، وافق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أن ترسل الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعثة إلى محطة زاباروجيا النووية الأوكرانية الأكبر في أوروبا، معبرا عن خشيته من أن يؤدي القصف على المحطة إلى “كارثة واسعة النطاق”.
وتتبادل كييف وموسكو الاتهامات بشأن قصف محيط المحطة النووية.
وخلال اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، حذر بوتين من أن “القصف المنهجي لمنطقة محطة زاباروجيا للطاقة النووية يثير مخاطر وقوع كارثة واسعة النطاق يمكن أن تؤدي إلى تلوث إشعاعي في مناطق شاسعة”.
وشدّد الرئيسان على “أهمية إرسال بعثة تابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى المحطة النووية في أسرع وقت، لتقييم الوضع على الأرض”، وفق ما أكده الكرملين، لافتا إلى أن “الجانب الروسي أكد استعداده لتقديم كل الدعم اللازم لمفتشي الوكالة”.
ووافق الرئيس الروسي على أن تمر البعثة عبر أوكرانيا وليس عبر روسيا، كما اشترط في السابق، وفق ما أعلنه قصر الإليزيه.