الحدث بريس – متابعة
تعرف جهة درعة تافيلالت دينامية متواصلة للتنمية الهادفة إلى تحقيق الازدهار الاقتصادي لمنطقة تعيش على عدد من الاختلالات.
وتشهد الجهة مبادرات من أجل تنفيذ البرنامج الوطني للتزويد بالماء الشروب ومياه السقي 2020-2027، حيث يروم توفير وترشيد الماء بكافة تراب الجهة، من خلال مجموعة من الأوراش الهادفة إلى تعميم الولوج إلى الماء الشروب، والمحافظة المستدامة على الموارد المائية عبر استغلالها بشكل معقلن، ودعم اللجوء إلى الموارد المائية غير التقليدية، وفي مقدمتها المياه العادمة بعد معالجتها.
ويعتبر قطاع الماء ركيزة اقتصادية أساسية على صعيد الجهة، حيث يساهم في الفلاحة التي تتميز بتنوع السلاسل وانتشارها الجغرافي بالجهة وتبني دينامية كبيرة من أجل فلاحة منتجة ومثمنة وتسويقية، وكذا باستعمال وسائل حديثة ومتطورة للإنتاج.
كما أن المجال الاقتصادي وخلق الشركات التي تساهم في التنمية المحلية يعرف تسارعا كبيرا، حيث تشير الإحصائيات الرسمية إلى منح 537 شهادة سلبية لإنشاء مقاولات في جهة درعة تافيلالت خلال الأشهر الاولى من السنة الجارية، مما يدل على الحركية الهامة للمجال المقاولاتي التي تشعر بالثقة في المستقبل.
وحسب معطيات جديدة للمندوبية الجهوية للصناعة والتجارة والاقتصاد الأخضر والرقمي، فإن الشركات ذات المسؤولية المحدودة تأتي في المقدمة بـ475 شهادة سلبية (145 شهادة في يناير، و178 في فبراير، و152 في مارس).
وتصل نسبة الشهادات المقدمة لإحداث الشركات ذات المسؤولية المحدودة إلى أزيد من 88.45 في المائة ضمن مجموع الشهادات السلبية المقدمة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من سنة 2020، يليها الأشخاص الطبيعيون بـ60 شهادة سلبية (أزيد من 11.17 في المائة).
كما أن حركة النقل الجوي بمطار مولاي علي الشريف بالرشيدية سجلت، خلال سنة 2019، ارتفاعا بنسبة 44.56 في المائة مقارنة بسنة 2018.
وبحسب معطيات للمكتب الوطني للمطارات، فإن عدد الركاب الذين سافروا عبر هذا المطار خلال سنة 2019 بلغ 53 ألف و366 مسافرا، مقابل 36 ألف و915 مسافر خلال سنة 2018.
ويوفر مطار الرشيدية مولاي علي الشريف، الذي يقع على بعد 3 كيلومترات عن وسط المدينة، رحلات جوية منتظمة وغير منتظمة طوال السنة، كما أنه قادر على استقبال طائرات من طراز “بوينغ 737”.
وعلى المستوى السياحي، تشهد الجهة حركية دائمة من أجل تجاوز المعيقات وتنشيط الفعل السياحي المتنوع، باتخاذ مجموعة من الإجراءات المشوبة بنوع من التفاؤل حول آفاق إنعاش هذا القطاع.
ويساهم هذا القطاع في مناصب الشغل بالجهة ويستقطب سياحا أجانب خاصة لوجهات زاكورة وورزازات ومرزوكة، إذ تستهدف العروض السياح المغاربة بأسعار مغرية للأسر المغربية لتشجيعها على زيارة المواقع السياحية المختلفة في جهة درعة تافيلالت.
وتضم الجهة العديد من المواقع، مثل مضيقي تودغى و دادس، وجبل مكون وبحيرة تيسليت، التي تظل درجة حرارتها معتدلة خلال هذا الموسم والتي تقدم مناظر طبيعية رائعة تجعل هذه المنطقة ساحرة وتمنحها جاذبيتها السياحية.
ومن أجل فك العزلة عن عدد من مناطق الجهة، يقوم مجلس جهة درعة تافيلالت بالإشراف على إنجاز العديد من المشاريع الطرقية، حيث تتواصل عملية تنفيذ نحو 25 مشروعا بمختلف أقاليم الجهة.
ويأتي هذا الأمر يأتي نتيجة التعاون والتنسيق القائم بين مختلف المتدخلين، خاصة المقاولات، والوكالة الجهوية لتنفيذ المشاريع، والسلطات المحلية والهيئات المنتخبة.
وتساهم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في هذه الدينامية التي تشهد على مشاريع مهيكلة وذات أولويات اقتصادية واجتماعية، حيث عرف إقليم الرشيدية، خلال المرحلتين الأولى والثانية من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية (من سنة 2005 إلى سنة 2018)، إنجاز 1093 مشروعا بغلاف مالي إجمالي بلغ 843 مليون و534 ألف و753 درهم.
وبحسب تصنيف المشاريع والأنشطة، التي أنجزت في إطار المرحلتين الأولى والثانية من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على مستوى إقليم الرشيدية، فإن 148 من الأنشطة تتعلق بمجال البنيات التحتية الأساسية، مثل الطرق (22) والمياه الصالحة للشرب (45) والكهربة والإنارة (19) والبيئة والصرف الصحي والتهيئة الحضرية (62).
وهمت 206 من المشاريع مجال الخدمات الاجتماعية الأساسية، خاصة التعليم (129) والصحة (77)، في حين ركزت 304 من المشاريع على الأنشطة المدرة للدخل، مثل التجارة، والصناعات الصغرى، وخدمات القرب (36) والفلاحة (199) والصناعة التقليدية (67) والسياحة (2).
وفيما يتعلق بالمجال الاجتماعي، الذي توليه المصالح الخارجية بالجهة والفاعلون الاقتصاديون والمجتمع المدني أهمية قصوى، فإنه تبذل مجهودات كبرى على مستوى الجهة من أجل محاربة الهدر المدرسي في العالم القروي، لا سيما من خلال تعزيز أسطول حافلات النقل المدرسي المخصصة للعديد من المؤسسات التعليمية في الجماعات الترابية.
وتتضافر جهود العديد من المؤسسات والمصالح المحلية من أجل محاربة الهدر المدرسي الذي يعتبر من العقبات الأساسية التي تحول دون تحقيق نتائج جيدة في نسب التمدرس بالإقليم، ومعالجة أسبابه المتمثلة، على الخصوص، في عدم القدرة على التنقل لمسافات بعيدة للالتحاق بالحجرات الدراسية.
وقد جرى مؤخرا توزيع حافلات للنقل المدرسي على جماعات قروية، سلم بعضها في إطار الشراكة القائمة بين المديرية الإقليمية للتربية والتكوين بالرشيدية والوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان، والمجلس الإقليمي بتنسيق مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بغية تنشيط الحياة المدرسية.
وتأتي هذه الخطوات في سياق مجهودات تبذل على مستوى جهة درعة تافيلالت، حيث أشارت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين إلى أن محور النقل المدرسي، قد عرف ارتفاعا ملحوظا في عدد الحافلات وعدد المستفيدين، حيث انتقل من 281 حافلة في الموسم الدراسي 2016-2017 إلى 692 وحدة نقل حاليا، وكذا زيادة في عدد المستفيدين والمستفيدات بنسبة 58 في المائة.
وعلى مستوى المجال الصحي، فقد تم تزويد القطاع بعدد من أقاليم الجهة بمعدات وآليات تساعد في تشخيص الحالات المرضية وتعزيز العرض الصحي بالمنطقة.
وتم تجويد العرض الصحي بإقليم ورزازات من خلال اقتناء جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي من طرف وزارة الصحة لفائدة المستشفى الإقليمي سيدي حساين بناصر، حيث سيلبي الجهاز الجديد احتياجات ساكنة إقليمي ورزازات وزاكورة، وجزء من ساكنة إقليم تنغير في علاج بعض الأمراض التي تتطلب إجراء فحص بجهاز التصوير بالرنين المغناطيسي.
ويجري حاليا إنجاز مشروع تهيئة وتوسيع وتجهيز المستشفى الإقليمي مولاي علي الشريف بالرشيدية، الذي سيرفع من عدد المرضى الذين تستقبلهم هذه المنشأة الصحية.
ويقام مشروع تهيئة وتوسيع وتجهيز المستشفى الإقليمي مولاي علي الشريف بالرشيدية على مساحة 9 هكتارات (المساحة الإجمالية للبناية نحو 13 ألف و864 متر مربع).
ويهم المشروع في شطره الأول توسيع المستشفى ليتوفر على 292 سريرا، مع وحدات الاستشفاء الكامل التي تتعلق بوحدات الطب، والأمراض الصدرية، والجراحة، والأم، والطفل، والإنعاش، وكذا مصالح الخدمات التقنية التي تتضمن وحدة “ما بعد التخدير”، والمستعجلات، ووحدة الفحص بالأشعة، والمركب الجراحي، ووحدة تقنية الولادة.
ويتعلق الشطر الثاني من المشروع بتهيئة العديد من المرافق الصحية، من ضمنها مستشفى النهار الطبي، ومستشفى النهار الجراحي، والصيدلية، والفحوصات الخارجية، والاستكشافات الوظيفية، ووحدة التعقيم.