وفي مستهل هذا الحفل، تم عرض شريط مؤسساتي يسلط الضوء على التطور الذي شهده القطاع الوطني لصناعة السيارات، طوال السنوات الأخيرة، لاسيما بفضل مخطط التسريع الصناعي الذي أعطيت انطلاقته بتاريخ 02 أبريل 2014، وكذا التدابير المصاحبة المتخذة، خاصة في مجال التكوين من أجل تنفيذ أمثل لهذا المخطط الطموح.
إثر ذلك، ألقى وزير الصناعة والاستثمار والتجارة والاقتصاد الرقمي مولاي حفيظ العلمي، كلمة بين يدي جلالة الملك أكد فيها أن “النجاحات المحرزة في القطاع الصناعي عموما، وقطاع صناعة السيارات على وجه الخصوص، تعد ثمرة الرؤية المسطرة تحت قيادة جلالة الملك، حفظه الله”.
وأوضح الوزير أن “مخطط التسريع الصناعي ومقاربة المنظومات الصناعية تعد رافعات حقيقية للتسريع الصناعي الراهن”، مشيرا إلى أن المشاريع الاستثمارية الـ26 التي تم إطلاقها في مجال صناعة السيارات تمكن من جلب تخصصات جديدة للمغرب، بما يتيح تعزيز الاندماج المحلي، وتكثيف النسيج الإنتاجي، والاستجابة لطلب تتم تلبيته إلى حدود الساعة، عن طريق الواردات كما ستمكن من إحداث 11 ألف و568 منصب شغل مباشر.
وقال السيد العلمي إن إطلاق هذه الاستثمارات سيشكل انطلاقة لإنتاج إطارات العجلات من الألومنيوم، ولوحات القيادة، والمصدات الأمامية، والمقاعد، وكذا العلب الإلكترو -ميكانيكية.
ومن بين الاستثمارات الـ26، تندرج ستة مشاريع في إطار تنفيذ المنظومة الصناعية لشركة “رونو” التي تعمل على تطوير منصة عالمية للتموين انطلاقا من المملكة. فبفضل هيكلة هذه المنظومة الصناعية الوازنة، تتزود الشركة حاليا بالقطع المصنعة بمعدل مليار أورو في السنة، انطلاقا من المغرب وتصل إلى معدل اندماج محلي نسبته 55 بالمائة.
وسيتم إنجاز 13 استثمارا في إطار المنظومة الصناعية “بي. إس. أ بوجو” التي تعطي دفعة تنموية لمجموع القطاع وتساهم في بروز قطب صناعي للتميز بمدينة القنيطرة. وتندرج خمسة استثمارات أخرى في إطار أنشطة المنظومة الصناعية “الحبال والروابط”، التي جرى إطلاقها في أكتوبر 2014، فيما سينفذ استثماران اثنان في إطار المنظومة الصناعية لـ”فاليو”.
وقد مكنت هذه المنظومات الصناعية من إحداث أزيد من 80 ألف و597 منصب شغل، أي 90 بالمائة من الهدف المسطر في أفق سنة 2020. ومكنت في 2016 من تسجيل رقم معاملات في الصادرات بقيمة 60 مليار درهم، أي بارتفاع قدره 50 في المائة مقارنة مع 2014.
وتجسد صناعة السيارات، تماما، النتيجة الملموسة للإستراتيجية الصناعية للمملكة، حيث أنها أضحت قطاعا متجذراسخا، كما أن وقعها يتزايد كل يوم أكثر فأكثر.
وبهذه المناسبة، ترأس جلالة الملك، أيده الله، مراسم التوقيع على خمس وثائق تتعلق بالاستثمارات الـ26 في قطاع صناعة السيارات.
وفي أعقاب ذلك تقدم للسلام على جلالة الملك السادة مارك ناصيف المدير العام لمجموعة رونو المغرب وجان كريستون كيمار مدير منطقة أفريقيا والشرق الأوسط بمجموعة بي إس أ بوجو جان لوك دي باولا نائب رئيس مجموعة فاليو وحكيم عبد المومن رئيس الجمعية المغربية لقطاع تصنيع وتسويق السيارات.
حضر هذا الحفل، على الخصوص، رئيس الحكومة ورئيس مجلس المستشارين، ومستشارو صاحب الجلالة، وعدد من أعضاء الحكومة، وممثلو السلك الدبلوماسي المعتمد بالمغرب، وفاعلون اقتصاديون وشخصيات أخرى.