وخلال هذا الحفل اكتشف الجمهور الإبداعات الموسيقية للثنائي وانغ لي، و يو ووي، خاصة وأنهما من الرواد الحقيقيين لعالم الموسيقى الجديدة حيث يسعيان إلى ترسيخ وتسجيل آلاتهم الألفية (قيثارة “guimbardes”، ناي “calebasse”، ألة الأورغ “sheng”).
ومن أجل القيام بذلك، يعمل هذان الفنانان، وهما من أصل صيني، على إبداع نغمات موسيقية باستعمال تقنيات للعزف مع راتجال مبدع.
فالفنان الموسيقي يو ووي، الذي ينحدر من إقليم جيانغسو جنوب شرق الصين، تعلم العزف على آلة الكمان الصيني وعمره خمس سنوات،ثم بعد ذلك آلة الأورغ ( sheng) التي تعلمها وعمر 15 سنة قبل أن يصبح عازفا بأوركسترا شنغهاي للموسيقى الكلاسيكية الصينية.
دقائق قبيل انطلاق الحفل الفني، انضم إليه زميله وانغ لي على خشبة المسرح ليحدد نغمة هذا الحفل بآلاتهما وأصواتها الصادرة عنها.
فقد جعل وانغ لي، المنحدر من تسينغهاو، وهو ميناء يتواجد على ضفاف البحر الأصفر شمال شرق الصين، نغمات آلته الموسيقية تصدح لتخلق عرضا باهرا خلق غبطة لدى الجمهور الحاضر.
وفي تصريح، أكد وانغ لي، بأنها المرة الثانية التي يشارك فيها بمهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة، مضيفا أن عودته للمهرجان تترجم مدى “حبه للمغرب”.
ويهدف مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادسن تحت شعار: “شوقا لروح الأندلس” في الفترة ما بين 24 ماي وفاتح يونيو، إلى إبراز فترة التعايش السلمي ما بين الديانات في تاريخ الأندلس من القرن 8 إلى غاية القرن 15، تلك الحقبة التي اعتبرت “زمنا ذهبيا” لازالت روحه حاضرة بالمغرب.
وتحل إسبانيا ضيف شرف هذه الدورة من خلال برمجة تتضمن عروضا فنية تمتزج فيها الألوان الموسيقية لكلا البلدين، شاهدة بذلك على عمق وتجذر الروابط التاريخية والأخوية التي تربط شبه الجزيرة الإيبرية بالمملكة المغربية، استشرافا لمستقبل مشرق وواعد للمملكتين.
ووفاء لروح فاس، تقترح هذه الدورة برمجة متنوعة ومنفتحة على ثقافات وروحانيات من مختلف البقاع، حيث تلتقي خلال هذه النسخة نخبة من الموسيقيين المشهورين يمثلون عدة بلدان، ويتعلق الأمر ، على الخصوص، بنيسم جلال من أصل سوري، ونيديالكو ونيديالكوف كارتيت (بلغاريا)، وخديجة العفريت (تونس)، ووليد بنسليم، ويونغ موسيكيان أوربين أركيسترا ، ومادالينا (جوق نسائي)، بالإضافة إلى أمسيات صوفية.