اعتبرت مجلة “جون أفريك” أن النجاحات الدبلوماسية والاقتصادية والرياضية عزز قوته ومكانته على الساحة الدولية، و”لم يعد ملزما بالولاءات الحصرية حتى لو كان ذلك على حساب أصدقائه القدامى”.
وذكرت “جون أفريك” أن المغرب يوصف من قبل العديد من شركائه الأوروبيين والدوليين بأنه أحد أعمدة الهجرة والتعاون الاقتصادي والأمني، وكشريك يتناقض استقراره مع عدم استقرار البلدان التي تشكل بيئته الجيوسياسية المباشرة.
وحسب المجلة ذاتها، فإن هذه الصورة الجميلة تنبع جزئياً من الإصلاحات التي قام بها الملك محمد السادس خلال السنوات الأولى من حكمه، حين أعرب، عند توليه العرش في 30 يوليو 1999، عن رغبته في جعل المغرب بلداً يتجه بعزم نحو الحداثة وقاطرة لإفريقيا من خلال توسيع التعاون جنوب جنوب، مع تعزيز استقلاله وسيادته الوطنية، مؤكدا أن المملكة قامت بسلسلة واسعة من الإصلاحات في العديد من المجالات السياسة والديمقراطية وحقوق الإنسان وأطلقت العديد من المشاريع لتلاءم طموحاتها.
ويمكن، حسب “جون أفريك”، تفسير هذا الفخر بعدة طرق، بداية بالطريقة التي ينظر بها بقية العالم إلى المملكة والخطاب الذي تتبناه عواصم البلدان المجاورة، مشددة على أن الملك محمد السادس حرص دائمًا، بالكلمات التي يستخدمها، على إعطاء صورة لمملكة “قادرة على إعادة ابتكار وتحديث نفسها”.
وأشار المصدر ذاته إلى أنه كان للخطب الملكية هذه الوظيفة المتمثلة في السماح للمغاربة بالتوافق مع حقائق بلادهم كما توقعها الملك، مضيفة أن التغيير الحالي في النبرة التي تسلط الضوء على تفوق المغرب الحديث ليس أكثر من امتداد للرؤية الملكية.
وفي هذا الصدد ذكرت “جون أفريك” بخطاب ملكي يؤكد فيه أن “بعض الدول لا تريد الاعتراف بأن “قواعد اللعبة قد تغيرت وأن بلادنا الآن قادرة تمامًا على إدارة شؤونها”، معترفة بأن المغرب يتعرض للهجوم من قبل قوى خارجية لا تدعم تنميته، خاصة من قبل بعض الشركاء التقليديين بالقارة الأوروبية، الذي يخشون، حسب المجلة، على مصالحهم الاقتصادية ومناطق نفوذهم في منطقة المغرب العربي.
وسجل التقرير أن المغرب عزز، خلال وباء كوفيد -19، قدرته على توفير الأقنعة واللقاحات والأدوية لبعض جيرانه، في وقت كانت فيه العديد من الدول الأوروبية تواجه نقصًا، مشيرا إلى أن هذا الأمر منح تصورا جديدا لدولة ذات سيادة يمكنها الآن الاعتماد على مواردها الخاصة وحتى تحمل ترف مساعدة الآخرين.
بالمقابل، استعرضت “جون أفريك” بعض أوجه القصور التنموي بالمغرب خاصة المرتبطة بالصحة والتعليم، وهو ما ينعكس، على حد تعبيرها، بشكل يومي في وجود نظام من سرعتين، حيث تظل جودة الخدمات المقدمة معتمدة على دخل المواطنين.
وشددت المجلة أنه بغض النظر عن الإصلاحات الأساسية التي لا يزال يتعين تنفيذها، فإن فكرة “المغرب الذي يفوز” هي بلا شك أساسية في أذهان الناس، مشيرة إلى أنه كل أسبوع تقريبا يحتضن المغرب عددا من الندوات والمعارض والمنتديات الاقتصادية الدولية.
واستعرض التقرير مسار حل قضية الصحراء المغربية، موضحا أن المغرب يحاول منذ سنوات حشد أكبر عدد ممكن من البلدان للأطروحات المغربية، إذ حقق انتصارات دبلوماسية عظيمة، وبلغت ذروتها باعتراف الولايات المتحدة بالسيادة المغربية على الصحراء في دجنبر 2020.
واعتبرت المجلة ذاتها أنه، بدافع من هذا النجاح الأمريكي، لم يعد المغرب يتردد في اعتماد نبرة هجومية بشكل متزايد، كما لم يعد يشعر بالالتزام بالولاءات الحصرية، ولم يعد يتردد في مضاعفة وتنويع شراكاته.
وفي هذا الصدد، أكدت أن الضحية الأولى لهذا التوجه الجديد هي فرنسا، التي تطالبها المغرب بتحديد موقفها من قضية الصحراء المغربية دون تردد أو خوف، وتفسر الرباط صمت باريس على أنه سلوك عدائي ضد المغرب وموقف مؤيد للطرح الجزائري، مقابل التزام باريس بضرورة الحفاظ على علاقات جيدة مع الجزائر والأخذ بعين الاعتبار وضعها كعضو دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، إذ ترفض في الوقت الحالي أي مناورة في هذا الملف.
من جهة ثانية، أشار تقرير المجلة إلى أن مكانة المغرب الرياضية بعد بلوغه نصف نهائي كأس العالم قطر 2022 كأول منتخب عربي وإفريقي يحقق هذا الإنجاز، جعله في موقف قوة أمام اللاعبين الذي يحملون الجنسية المزدوجة.
وذكرن بتصريحات الناخب الوطني، وليد الركراكي، التي رفض فيها الدخول في مفاوضات مع اللاعبين المجنسين، مؤكدا أنه “لا مكان للاعبين المترددين بيننا وأن المغرب لن يكون خيارا ثانيا أو احتياطيا للاعبين الذين ترفضهم البلدان الأوروبية”.