الحدث بريس : متابعة.
عدد عز الدين إبراهيمي، مدير مركز التكنولوجيا الحيوية في كلية الطب والصيدلة بالرباط، مجموعة من الفرضيات حول أسباب ارتفاع عدد الحالات الحرجة لمصابي فيروس كورونا المستجد بالمغرب.
وقال إبراهيمي، “راجت مؤخرا الكثير من الفرضيات حول أسباب ارتفاع عدد الحالات الحرجة بالمغرب، و في غياب الأرقام السريرية الدقيقة، يمكن أن نعدد الكثير من الفرضيات و نمحصها”، مجملا هذه الفرضيات في خمسة رئيسية.
أولى هذه الفرضيات حسب ذات البروفيسور، أنه “مع رفع الحجر وارتفاع عدد المصابين وصل الفيروس إلى الفئة الهشة صحيا من مسنين والمرضى المزمنين التي كانت محمية خلال الحجر. وبما أنه ليس هناك استثناء مغربي فكثير من هؤلاء سيطورون حالات حرجة قد تؤدي للموت”، فيما تتمثل ثاني الفرضيات في كون ” الفيروس و الكوفيد صامتان في غالبية الأحيان و لا تظهر أي أعراض عند أكثر من 85 في المئة من المصابين مما يزيد من عدد الحالات المنعزلة و المعزولة تتزايد كثيرا و تصل متأخرة إلى المستشفيات و في حالات حرجة و تواجه خيار الموت”.
وأضاف إبراهيمي في تدوينة له عنونها بـ”بكل هدوء .. لماذا ارتفع عدد الحالات الحرجة بالمغرب..”، أن ثالث هذه الفرضيات يتمثل في ” الإصابات ارتفعت بين الشباب و بشكل مهول ولأسباب متعددة وهو ما سيحتم لزاما أن تكون هناك حالات خاصة لهِؤلاء وذلك لأسباب ذاتية و أنية في مواجهة الفيروس مما تجعلهم و رغم صغر سنهم يطورون حالات حرجة و ينقلون العدوى قبل ذلك لمخالطيهم في وضعية هشاشة”، أما رابعها فهو كون “الكل كان يظن أن الفيروس سيتأثر بارتفاع درجات الحرارة و نسينا انها تؤثر أيضا على الجسد البشري و تنهكه مما يجعل إصابات عادية بالفيروس تتحول إلى حالات يصعب علاجها. فما بالك بالنسبة للأشخاص في وضعية صحية هشة.”، حسب الخبير نفسه.
وخامس نظرية، يقول المتحدث، أنه “في كل بلدان العالم، تبقى الطاقة الاستيعابية للمنظومة الصحية من منشئات وتجهيزات وموارد بشرية عاملا أساسيا في الرعاية الصحية وإذا ما استنفدت نصل إلى مرحلة “الانتقاء من أجل جدوى العلاج” مما يجعل الفئة الهشة تهمش وتواجه مصير الموت رغم المشكل الأخلاقي المطروح بشدة في هذا الصدد.”
وأكد المسؤول الصحي أنه “عكس ما تداوله الكثيرون، ففي الوقت الراهن كل الأبحاث الجينية والجينومية التي قمنا بها لا تشير إلى أي تنوع في الفيروس منذ وصوله للمغرب”. مردفا “في البحث الذي ننشره هذا الأسبوع في مجلة الجمعية الأمريكية للميكروبيولوجيا (الصورة الملحقة) و كذلك في بحث أخر قيد النشر (لكل الفيروسات “المغربية”) لم نجد لحد الساعة أي اختلاف كبير للفيروسات الموجودة بالمغرب و أن نوعياتها لا تختلف كثيرا عن الأنواع المنتشرة عالميا. هذه النتائج تبين كذلك أن هذه الفيروسات تنتمي إلى الفصيلة ذات الطفرة g614 التي تتميز بشراستها في الانتشار كما هو الحال في جميع بلدان العالم.