تكاد لا تسمع لهم ركزا، ولا تحسب لهم اي رأي ايجابي، او ترافع تنموي، وفق القنوات الرسمية التي يكفلها الدستور، لكل مواطن…
لم يؤسسو ولو اطارا مدنيا واحدا، وعاء لكل انتقاداتهم، لم يتوسلو ولو سبيلا قانونيا يتيما، لايصال افكارهم، او طموحاتهم، او آمالهم العريضة..
هم في سباتهم يعمهون، حتى عن القضايا المصيرية، التي تهم تدبير شؤون قراهم، ومداشرهم..
لا يستيقظون الا حينما يسمعون عن تنظيم: ملتقى، مهرجان، ندوة، ايام ثقافية…
الآن تراهم، يتسللون الى نقطة الضوء، ليطفئوها عمدا، تبخيسا لعمل اقرانهم، واستصغارا لابناء جلدتهم، الذين اجتهدوا وفق احترام المؤسسات..
هكذا تصنع التفاهة في النقد، وضرب كل المبادرات الهادفة، ونسف جهود الاخرين، لغاية يعلمها الجميع..
إنهم يتباهون في تخوين الأوفياء، ويتعنترون على النوايا الحسنة، ويطلقون العنان لسهامهم التي لا تخطأ، الهدف الخطأ..
ويتناسو أن ليس من حقهم، المطالبة بالغاء المهرجانات، او مقايضتها بالسكك الحديدية، المطارات، المستشفيات الجامعية..
لا يمكن لجمعية محلية اقليمية، جهوية ..وحتى وطنية، ان تقوم بدور الحكومة، ودور الدولة، في توفير مشاريع تنموية كبرى..
المجتمع المدني، شريك يحمي الثغرات الصغيرة، ويسد الحاجيات البسيطة، المسموح بها قانونيا، وفق المساطر الادارية المعمول بها وفقط. وبإمكانه من طبيعة الحال، أن ينبه الجهات المعنية، بهذا الخصاص، في احترام تام لادوار المؤسسات، بنظرة فيها الشيء الكثير من التمحيص، دون التنقيص من الاشخاص…
هناك امور تبقى من اختصاص الدولة، ولا يمكن لاحد ان ينكر ذلك، او يتزايد على مؤسسات مدنية فتية بذلك، او يطالبها بما فوق طاقتها، او يدفعها لمعانقة افكار شاذة..
لا يمكن ان تنكر الانخراط في المسار الديمقراطي للوطن، داخل المؤسسات، وتشكك في كل المبادرات والنوايا، وتطالب غيرك، بتحقيق مطالب لا يؤمن بها، او لا يؤمن بالسبل الموصلة إليها..الميدان يتسع للجميع، واللي قال العصيدة باردة ادير فيها يدو.