وكشف بنكيران أنه “بعد ثلاثة أشهر نحن مقبلون على المؤتمر الوطني”، موضحا أن “واحدا من الشخصيات الأساسية التي ستصبح أمينا عاما هو الدكتور سعد الدين العثماني؛ لكن هناك تحولا أدخل معطى جديدا هو تكوين الحكومة، وكيف ننظر إليها نحن والمجتمع؟”.
وفي الوقت الذي دعا فيه بنكيران إلى ضرورة “أن يكون الحزب منسجما مع قيادته، حفاظا على ما كان في وقت معين لكون قيادة الحزب هي نفسها قيادة الحكومة”، نبه إلى “أن المرحلة التي سنكون معا تتطلب احتياطا كبيرا لأن الوضع تغير”؛ وهو ما يتطلب من الحزب الكثير من التماسك لتدبير هذه المرحلة.
عبد الإله السطي، الباحث في العلوم السياسية والقانون الدستوري، يرى أن سعد الدين العثماني يظل على رأس القائمة المرشحة لقيادة الحزب في المرحلة المقبلة، مبررا ذلك “بالنظر إلى قيادته للحكومة، كما سيكون من الصعب الفصل بين أمانة الحزب وبين قيادة الحكومة، وكذا لما يتوفر عليه الرجل من رصيد نضالي داخل الحزب تشفع له من أجل العودة إلى الأمانة العامة”.
وأكد السطي، في تصريح لهسبريس، أن سيناريو قيادة العثماني لحزب العدالة والتنمية قائم، “إذا لم يتم إنزال سيناريو إعادة انتخاب عبد الإله بنكيران لولاية ثالثة، خصوصا في ظل توفر الشروط الموضوعية والذاتية التي تؤهله لذلك”، مسجلا “تنامي الأصوات الداعية إلى سلك هذا الخيار كصمام أمام لوحدة الحزب من جهة، وأيضا كصمام أمام للحفاظ على شعبيته من جهة ثانية”.
الباحث في العلوم السياسية اعتبر “أن لعبة التنازلات، التي دخل فيها حزب العدالة والتنمية منذ تولي سعد الدين العثماني لرئاسة الحكومة بدل غريمه الحزبي عبد الإله بنكيران، أفرزت مجموعة من ردود الأفعال، سواء من قبل بعض قيادات الحزب النافذة أو من لدن قواعد الحزب، والتي وصلت في الكثير منها إلى توجيه انتقادات لاذعة إلى رئيس الحكومة المعين”، مبرزا أن سبب ذلك هو “الطريقة المتسرعة التي أجرى بها المفاوضات الحكومية، والتي خلصت في الأخير إلى تخطي الشروط التي كان يضعها سلفه عبد الإله بنكيران تجاه باقي الفرقاء السياسيين”.
“كل هذه الأحداث رسخت الرأس المال الرمزي، الذي يحوزه الأمين العام الحالي لحزب العدالة والتنمية؛ بل زادت من تشبث الكثير من قواعد الحزب بخيار التمديد له لولاية ثالثة”، يقول السطي، الذي برر ذلك “بالنظر إلى ما يتمتع به الرجل من كاريزما لافتة، ومن قدرة كبيرة على المحاججة وعلى التوجيه، وأيضا في فرض إيقاع معين في علاقته من السلطة السياسية”، مضيفا أن هذه العوامل أسهمت في ترقي الحزب انتخابيا وشعبيا بوأته الصادرة الانتخابية لولايتين متتاليتين؛ وهو ما أضحى يخشى عليه من قبل أعضاء الحزب.
وقال المتحدث نفسه، في هذا الصدد، إن “التطورات الأخيرة تجعل من المرحلة الحالية في حاجة لقيادة سياسية تتمتع بالرصيد الشعبي نفسه لعبد الإله بنكيران”، مشددا على أهمية “قوة الشخصية في المواجهة والمفاوضة؛ وهو ما تفتقده معظم القيادات الحالية للحزب”.
هسبريس – محمد بلقاسم