أكد رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، أن إحتضان المغرب لبطولتي كأس الأمم الإفريقية 2025 و كأس العالم 2030 بالإضافة إلى العديد من الفعاليات الرياضية الأخرى يمثل فرصة كبيرة لتعزيز مكانة المملكة على الساحة العالمية كوجهة سياحية متميزة.
و أشار أخنوش خلال جلسة الأسئلة الشهرية الموجهة لرئيس الحكومة بمجلس النواب، يوم الإثنين، إلى أن إستضافة هذه التظاهرات الرياضية تشكل مناسبة فريدة للتعريف بالثقافة المغربية الغنية، و تراثها العريق، و طبيعتها المتنوعة.
و أضاف أن الحكومة تدرك تماما أن المغرب أمام لحظة إستثنائية بكل المقاييس، تمثل فرصة لكتابة فصل جديد في تاريخ السياحة المغربية، و تعزيز مكانة المملكة على خريطة السياحة الدولية، و ذلك من خلال جذب ملايين الزوار من مختلف أنحاء العالم.
و أوضح المتحدث، أن الحكومة تراهن على تنفيذ رؤية تنموية شاملة للمغرب في أفق 2030، حيث تسعى إلى جعل السياحة في قلب هذه الرؤية، بهدف فتح آفاق جديدة للتنمية المتوازنة في جميع أرجاء المملكة.
و شدد على أن قناعة الحكومة الراسخة هي أن بناء “مغرب المستقبل” يتطلب العمل الجماعي لتطوير و تحسين كافة روافع السياحة المغربية، لجعلها ركيزة أساسية في مسار التنمية الشاملة و المستدامة التي يطمح الملك أن تحققها لصالح جميع المواطنين المغاربة.
في سياق متصل، أشار أخنوش إلى أن النجاحات التي حققتها المملكة تحت قيادة الملك محمد السادس في السنوات الأخيرة، على مختلف الأصعدة، و منها النتائج المبهرة في القطاع السياحي، ستظل بمثابة حافز قوي لمواصلة العمل لبناء “مغرب المستقبل” الذي نطمح إليه جميعا.
و أردف أن المقاربة الحكومية لتطوير قطاع السياحة كانت على الدوام مقاربة أفقية شاملة متعددة الأبعاد، متداخلة مع باقي القطاعات و السياسات الحكومية الأخرى، و لم تكن أبدا مقاربة قطاعية كلاسيكية تتعاطى مع هذا القطاع بشكل معزول، و تربطه فقط بتأهيل الفنادق و المنتزهات.
و نتيجة لهذه المقاربة الفعالة، يحق لنا اليوم، يضيف رئيس الحكومة أن “نفتخر بالإنجازات المبهرة و الإستثنائية التي حققها قطاع السياحة في هذه الولاية الحكومية، حيث إستطاعت بلادنا إستقطاب 17.4 مليون سائح في سنة 2024، كإنجاز تاريخي و غير مسبوق”.
و أكد أن هذا الإنجاز “يعكسه كذلك تقرير الإتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، الذي منح بلدنا، مؤخرا، تقييما متميزا في أفق تنظيم بلادنا لكأس العالم 2030، و هذا مصدر فخر لنا جميعا”، يضيف رئيس الحكومة.
و إعتبر أن الإنجازات التي تحققت في القطاع السياحي ما كانت لتتم لولا الإجراءات الحاسمة التي إتخذتها الحكومة في لحظات مفصلية، موضحا أنه في الأشهر الأولى لتعيين الحكومة، تم تنفيذ خطة إنعاش غير مسبوقة لدعم الفاعلين في القطاع، الحفاظ على مناصب الشغل، و تثمين المنتوج المغربي.
و تابع أخنوش أن الحكومة، و بالتعاون مع المهنيين، قامت بتنفيذ مخطط إستعجالي بقيمة 2 مليار درهم في عز الأزمة الصحية العالمية، و هو ما مكن من إنقاذ القطاع السياحي و إعادة إحيائه في ظروف إقتصادية صعبة.
كما أشار رئيس الحكومة، إلى أنه تم إطلاق “خارطة الطريق السياحية 2023-2026” بتعاون بين القطاعين العام و الخاص، و بغلاف مالي قدره 6 ملايير درهم، و ذلك تنفيذاً للرؤية الملكية، مؤكدا أن هذه الإستراتيجية تهدف إلى تعزيز تنافسية القطاع السياحي و تحفيز تنميته، مما يعزز مكانة المغرب كوجهة سياحية عالمية.