الحدث بريس:متابعة.
إن برودة الأطلسي تنعش أحيانا لحد إصابة صاحبها بفقدان الوعي، وقد يكون ذلك ما حدث بالذات للحبيب الشوباني، الذي طلع بتدوينة فايسبوكية من تدويناته الحالمة والوهمية، مخاطبا الأغلبية المعارضة، وكأنه نبي على الهدى، يخاطب الكافرين المارقين، مستهلا تدوينته بشيء من الكبرياء، قائلا * يا قومنا: شيء من الحكمة والمسؤولية..واحترام حقوق المواطنين*..
فكلمة يا قوم، جاءت في الخطاب الديني موجهة دوما للكافرين. ولنتناسى جبروت الرئيس واستعلائه المعهودين، ولندخل في صلب ما يدعونا إليه هذا الرئيس “المتنبي”.
قال الرئيس” المتنبي” إنه “حاول أن يجد تفسيرا مقبولا وعقلانيا لعدم حضور أعضاء المعارضة بمجلس جهة درعة- تافيلالت في الجلسة الأولى لدورة 5 أكتوبر العادية 2020..وفي السنة الأخيرة من الولاية الانتدابية..” مضيفا أنه ” لم يجد تفسيرا له علاقة بأي سلوك سياسي مسؤول يستحضر أمانة تمثيل الساكنة والحرص على مصالحها وخدمة ملفاتها التنموية المبرمجة في هذه الدورة:”
فنجيب الرئيس “المتنبي”، لا للمجادلة أو الطغيان في الكفر، لنقول له بكل هدوء ومسؤولية مايلي:
* أنت تعترف أنها السنة الولائية الأخيرة من عمر هذه الجهة. فماذا قدمت يا ترى في السنوات الخمس الماضية؟ الجواب، لا شيء يذكر، بل أكثر من ذلك فإن مخطط التنمية الجهوي والتصميم الجهوي لإعداد التراب والمفروض وضعهما في السنة الأولى من ولاية المجلس، لم يتم ذلك إلى حد كتابة هذه الأسطر، بل انحصر عملك في هذا الباب في هدر ما يفوق 6 ملايين درهم دون التمكن من إعداد الوثيقتين.
*منذ دورة يوليوز 2019، كنت سباقا في تعطيل مناقشة أعمال الجهة، نزولا عند نزوتك في الاجتهاد العقيم، رافضا وجود ثلاثة أعضاء من المجلس، أكد القضاء، بعد هدرك لدورتين متتابعتين، أحقيتهما في الحضور وأهليتهما للعضوية.
فهل في ذلك التاريخ تساءلت يا ترى عن أسبقية مصلحة الساكنة؟ أم انحبست وحبست المجلس معك في تراهاتك لتفسيرك الفارغ والخاطئ لقوانين وضعها الدستور، ولم يترك للاجتهاد العقيم أي مجال للمراوغة؟
*أنت كعادتك تبيع الأوهام وتضحك على من يشتريها منك، فلم يعد هناك مشتري لتلك الأوهام الباهتة والمفضوحة، والتي كان أصغرها تصريحك بتكثيف الرحلات الجوية بين الرشيدية والدار البيضاء، أما أكبرها فحدث ولا حرج:
*عشرة ملايير سنتيم للساكنة لمواجهة جائحة كورونا، التي فضلت قضاءها، مستمتعا، بنسمات الهرهورة التي جعلتك لا تعلم حتى ما يقع على أرض الواقع. بل أنك دونت شخصيا إصابة موظفين من إدارة مجلسك ” الموقر” ، وهو نبأ تبرأ منه الموظفان لعدم صحته. فإن لم تكن قادرا على معرفة أحوال ثلة قليلة من موظفي إدارة المجلس، فكيف لك أن تكون ملما بأحوال ساكنة تراوح المليوني نسمة؟
*الكذبة الكبرى الثانية، هي جدول الأعمال الذي هيأته بانفراد ،كعادتك، دون حضور أعضاء المكتب، لتحاول من جديد بيع الوهم للساكنة، هذا الجدول الذي عدت لتجتر فيه خارج القانون صلاحياتك المزعومة في إعادة جدولة ميزانية 2020، رغم تنبيه السلطة الوصية، إلى عدم قانونية إدراج تلك النقطة التي انتهت، لتبقى محصورة في المصاريف الإلزامية على ضوء ميزانية 2019.
كما أنك تحاول تزيين وتلميع الصورة لرئاستك الفاشلة، بتبني مشاريع ملكية ستنجز أو هي في طور الإنجاز ” بلا جميلك“، منها مدينة المهن والكفاءات، أما المشاريع الأخرى المتعلقة بفك العزلة على الساكنة وبناء الطرق والبنيات التحتية الأخرى، فهي تدخل كذلك في المشاريع الملكية الموكولة إلى برنامج محاربة الفوارق المجالية والاجتماعية، وبلا جميلك أ الرئيس “المتنبي”.
أما دعم 130 تعاونية وجمعية، فنسائلك نشر اللائحة التي اخترتها، وما هي المعايير التي بنيت عليها هذا الاختيار؟ وهل كان هناك تشارك في انتقاء تلك الجمعيات والتعاونيات؟ والفاهم يفهم أ الرئيس “المتنبي”.
وسنستعمل أسلوبك المتهكم متسائلين، وهل.. وهل.. وهل..؟ ولكن دون أن تبقى فارغة تلك التساؤلات، لنضيفها إلى بداية هذا الرد الموجه، خاصة، إلى الرأي العام الوطني والجهوي. أما أنت فقد يئسنا من هدايتك إلى الصواب، الذي يفترض أن يكون مبنيا على التشاور والحوار والعمل المشترك، دونما أي تسييس، بل أن يكون العمل كله، موجها بشفافية، فيما يخدم مصالح الجهة وساكنتها.
*ما مصير تلك الاتفاقيات التي كنت ترعد بها ولا تمطر، وتطبل لها على صفحتك في الفايسبوك ليتناولها جرادك الهش، مساهمة في التضليل وبيع الوهم؟
سنذكرك السيد الرئيس المتنبي بما آلت إليه تلك الاتفاقيات الكاذبة؛ فعددها 934 اتفاقية، لم ير منها النور إلا 15 اتفاقية، أي بنسبة 1.6% .
مجموع الأموال التي وعدت بها الساكنة في تلك الاتفاقيات هي مليار و 968 مليون و825 ألف و 225 درهم (1968.825.225,00) ، أي ما يعادل 200 مليار سنتيم.
فأين يا ترى تلك الأموال؟ ومن أين لك أن تأتي بها؟
أما الأموال التي وزعتها على الجمعيات من السنة المالية 2016 إلى غاية 31 دجنبر 2019 هي 62.358.208,70 درهم، أي ما يقارب ستة (6) ملايير ونصف مليار سنتيم آ السيد الرئيس المتنبي.
وقد كانت هذه الجمعيات والأندية الرياضية ستصفق لك أكثر، لو كنت لتصرفها على سد الهشاشة الاجتماعية في التعليم والصحة، حيث أن هذا المبلغ قد كان كافيا لبناء 62 مستوصفا أو 450 حجرة دراسية أو 11 داخلية ودار الطالبة. ولكن استهوتك سياسة الحفاظ على المقعد.
وفي الختام، نخجل أن نقول لك ما قالته أم آخر أمراء الأندلس، عندما قالت لابنها وهو يبكي حسرة على ضياع ملكه: ” إن ما لم تصنه بسيوف الرجال، لن تصونه بدموع النساء”
ونتساءل عن جدية وجدوائية بكائك اليوم ولم يتبق من عمر رئاستك إلا أشهرا معدودات. ما لم تفلح في إنجازه في خمس سنوات طوال، لن تنجزه في أربعين أسبوعا؟ بل ندعوك إلى الاعتذار العلني أمام الساكنة، عما كلفت الجهة وساكنتها من هدر للزمن التنموي، وفوت فرصا عليها وهي الجهة الأكثر احتياجا لذلك الإقلاع الذي أفشلته.
فقدم استقالتك إن كانت فيك آخر ذرة من الحياء السياسي ومن الأخلاق الإنسانية، واذهب لتهيئ ردودك أمام الشرطة القضائية المكلفة بجرائم الأموال، ولا تنم على وسادة وعود أمينك العام، الذي حاول بتصريحه تسفيه القضاء في بلادنا، معلنا دعمه لمنتخبي حزبه أمام المحاكم.