توصل الديوان الملكي ببرقية ولاء و إخلاص مرفوعة إلى أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، من الأمين العام للمجلس العلمي الأعلى، محمد يسف، و ذلك بمناسبة إختتام أشغال الدورة العادية الثالثة و الثلاثين للمجلس.
و رفع السيد يسف في هذه البرقية، أصالة عن نفسه، و نيابة عن أعضاء و أطر المؤسسة العلمية، إلى جلالة الملك “أسمى فروض الطاعة و الولاء و أنبل مشاعر المحبة و الصفاء، و أصدق آيات التعلق و الوفاء، سائلا المولى العلي القدير، أن يمتع جلالتكم بموفور الصحة، و موصول العافية و أن يبقيكم ذخرا ثمينا، و ملاذا أمينا لشعبكم الوفي، المتشبث بأذيال عرشكم، و المتفاني في محبتكم، و أن يقر عينكم و عيون المغاربة أجمعين بحفظ ولي العهد المحبوب، الأمير الجليل الموهوب، زينة الشباب و قرة الأبصار و الألباب، مولاي الحسن ذي الخلق الحسن”.
و مما جاء في هذه البرقية “لقد إلتأم في هذه الدورة المباركة جمع علماء المؤسسة العلمية التي شرفتموها برئاستكم، و أسعدتموها برعايتكم، و سددتم وجهتها، و رشدتم مسيرتها، و وسعتم آفاق عملها، بإرشاداتكم المتبصرة، و توجيهاتكم النيرة، لينظروا بعد إذنكم في قضايا تهم الشأن العلمي و الديني وعلى رأسها : خطة تسديد التبليغ التي تهدف إلى إرساء أسس الحياة الطيبة التي وعد الله بها عباده المؤمنين و المؤمنات، و الموقع الرسمي للمجلس العلمي الأعلى بالأنترنيت، و النظر في إستئناف إصدار مجلات المجلس، و متابعة خطة إحياء التراث الإسلامي، و متابعة عمل الهيأة العلمية للإفتاء، و اللجنة الشرعية للمالية التشاركية، المنبثقة عنها، إلى جانب قضايا أخرى تهم الثوابت الدينية و الوطنية لمملكتكم الشريفة”.
و أضاف السيد يسف أن هذه المؤسسة العلمية “لتتقدم إلى جلالتكم بجزيل الشكر، و جميل الثناء، و عميق الإمتنان و العرفان، على ما رصعتم به جبينها من أياد سخية بيضاء ومكارم سنية غراء توجتها الرسالة الملكية السامية التي تلقتها المؤسسة العلمية من جلالتكم يوم الجمعة 21 ذي الحجة 1445هـ / 27 يونيو 2024م، ببالغ الإعتزاز و الإرتياح، و كامل السعادة و الإنشراح، و هي رسالة رفعتم بها قدر العلماء، و جددتم بها ما كان دوما بين أمراء المومنين و العلماء في المملكة المغربية، من تواصل و تعاون على البر و التقوى”.
كما أبرز أن هذه المؤسسة العلمية “لتشعر أعمق ما يكون الشعور بما عليها من مسؤوليات علمية و دينية و وطنية، و إنها لعاقدة العزم على أداء رسالتها بكل جد و صدق و إخلاص، و أملها أن تكون عند حسن ظنكم، و أن ترتفع إيمانا و عملا و جدية، إلى مستوى طموح و تطلعات جلالتكم، و إلى مستوى إنتظارات المواطنين و المواطنات، و ستقتبس – كما هي عادتها – من درر خطبكم السامية، و توجيهاتكم الغالية ما ينير لها الطريق و يلهمها السداد و التوفيق”.
و مما جاء أيضا في برقية الأمين العام للمجلس العلمي الأعلى ” لقد وفقكم الله تعالى لقيادة سفينة الشعب المغربي بلباقة و مهارة و ذكاء، و سلكتم بها مسالك النماء، والأمن والاستقرار، والرخاء والازدهار في محيط عالمي شديد التوتر و الإضطراب، و جعلتم بذلك المملكة المغربية إستثناء إيجابيا يثير الإعجاب و الإنبهار”، مضيفا أن المؤسسة العلمية “و هي تنظر إلى أوراشكم و مبادراتكم و إنجازاتكم على الصعيدين الوطني و الدولي بعين الرضا و التفاؤل و الإرتياح، لتعتز أيما إعتزاز، بقيادتكم الحكيمة الرشيدة و سياستكم القويمة السديدة”.
و شدد على أن المؤسسة العلمية “تشكر الله جزيل الشكر على ما حلاكم به من كريم السجايا، و عظيم المزايا، جعلتكم محبوبا معززا مكرما، أينما حللتم و إرتحلتم داخل الوطن و خارجه، و تحيي بإعجاب و إنبهار مواقفكم الرزينة المتبصرة الحكيمة، التي برهنتم بها للقاصي و الداني على حسن نيتكم و نبل سريرتكم، و وضوح رؤيتكم، و سلامة منهجكم، و بعد نظركم، و صدق فراستكم، و تبارك ما تقدمونه و أنتم رئيس لجنة القدس للفلسطينيين عامة و للمقدسيين خاصة، من دعم مادي و معنوي متواصل، يضمد جراحهم و يخفف معاناتهم، و يمسح دموعهم، و تعاهد الله، و تعاهد جلالتكم على أن يظل أعضاؤها و جميع أطرها، و سائر علماء مملكتكم جنودا مجندين وراء جلالتكم يدينون الله بمحبتكم، و يتقربون إليه بطاعتكم و يجدون المتعة و الأنس و الراحة في تنفيذ أوامركم، و تطبيق توجيهاتكم”.