دعت روسيا الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى تقديم “توضيحات” بشأن تقريرها حول الوضع في محطة زابوريجيا النووية في أوكرانيا. وتبادلت كييف وموسكو الاتهامات بإطلاق صواريخ على المحطة، مما أثار مخاوف من وقوع كارثة نووية على غرار تشرنوبيل. على صعيد آخر، نفى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء أن تكون روسيا تستخدم الطاقة “سلاحا” ضد أوروبا، بعد أيام من توقف شحنات الغاز الروسي عبر خطّ أنابيب “نورد ستريم”.
قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الأربعاء إن موسكو طلبت “توضيحات” من الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن تقريرها حول الوضع في محطة زابوريجيا النووية في أوكرانيا.
وقال لافروف لوكالة إنترفاكس: “هناك حاجة للحصول على توضيحات إضافية، لأن التقرير يضمّ عددا من علامات الاستفهام (…) طلبنا توضيحات من المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية”.
وكان السفير الروسي لدى الأمم المتحدة اعتبر الثلاثاء أن المنظمة أحجمت عن اتهام أوكرانيا التي تعتبرها موسكو مسؤولة عن قصف محطة زابوريجيا النووية.
وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد دعت الثلاثاء إلى وقف القصف بالقرب من المحطة النووية وإنشاء منطقة أمنية حولها على الفور في تقرير نُشر في أعقاب إرسال بعثة طال انتظارها من الوكالة إلى زابوريجيا الأسبوع الماضي.
وتسيطر القوات الروسية على المحطة منذ مارس/آذار لكنها لا تزال تدار بواسطة فنيين أوكرانيين ومتصلة بشبكة الكهرباء الأوكرانية.
وتبادلت كييف وموسكو الاتهامات بإطلاق صواريخ على المحطة، مما أثار مخاوف من وقوع كارثة نووية على غرار تشرنوبيل.
من جانبها، اتهمت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا الغرب بالضغط على بعثة الوكالة في المحطة.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية إنترفاكس عن زاخاروفا قولها إن روسيا قدمت كافة البيانات حول مصدر إطلاق النيران للوكالة وتساءلت عن سبب عدم إعلانها أن أوكرانيا هي مصدر الهجمات على محطة الطاقة النووية في تقريرها.
وأضافت أن أوكرانيا تنسق هجماتها على المنشأة بمساعدة الولايات المتحدة ودول غربية أخرى. وتنفي كييف مهاجمة المحطة وتتهم موسكو بتخزين أسلحة ثقيلة داخل المنشأة، وهو ادعاء تنفيه روسيا.
من جهته، قال رئيس شركة “إنيرغوأتوم” العامة الأربعاء إن أوكرانيا تؤيد إرسال جنود لحفظ السلام تابعين للأمم المتحدة إلى المحطة.
ونقلت وكالة الأنباء الأوكرانية عن بيترو كوتين قوله في تصريح نقله التلفزيون “نشر قوة حفظ السلام وإخراج الجنود الروس يمكن أن يكون أحد السبل لإنشاء منطقة آمنة في محطة زابوريجيا للطاقة النووية”، وذلك غداة دعوة أطلقتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية لإنشاء “منطقة آمنة” حول الموقع.
نفي استخدام “سلاح” الطاقة
على صعيد آخر، نفى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء أن تكون روسيا تستخدم الطاقة “سلاحا” ضد أوروبا، بعد أيام من توقف شحنات الغاز الروسي عبر خطّ أنابيب “نورد ستريم”.
وصرح بوتين خلال المنتدى الاقتصادي في مدينة فلاديفوستوك في أقضى الشرق الروسي أن الدول الغربية تقول “إن روسيا تستخدم الطاقة كسلاح. كلام فارغ! أي سلاح نستخدم؟ نقوم بتوفير الكميات الضرورية وفق الطلبات” الدول المستوردة.
وتابع الرئيس الروسي أمام قادة اقتصاديين وسياسيين آسيويين “أعطونا توربينًا ونعيد إطلاق نورد ستريم غدا”.
وأعلنت مجموعة “غازبروم” الروسية الجمعة توقف عمل خط أنابيب “نورد ستريم” الحيوي لإمداد أوروبا بالغاز، “بالكامل”، حتى انتهاء إصلاح توربين فيه، بعدما كان من المقرر أن يعاود العمل السبت إثر عملية الصيانة.
وعزّز هذا الإعلان مخاوف الدول الأوروبية من انقطاع تامّ للغاز الروسي في أوروبا، قبل حلول فصل الشتاء وعلى خلفية تضخّم متسارع في أسعار الطاقة.
ويتهم الاتحاد الأوروبي موسكو باستخدام شحنات الغاز كسلاح ضغط في إطار النزاع في أوكرانيا.
من جانبها، تقول موسكو إن العقوبات المفروضة عليها بسبب غزوها أوكرانيا تسببت في نقص قطع الغيار، ما يهدّد تشغيل نورد ستريم.
وذكر بوتسين بأن ليست روسيا هي من “فرض عقوبات” وتابع “لكننا وصلنا إلى طريق مسدود بسبب العقوبات الغربية” على موسكو.
واعتبر أن تحديد سقف محتمل لأسعار الغاز الروسي من قبل الأوروبيين سيكون “حماقة” و”حلًا آخر خارج السوق بلا آفاق”.
فرانس24/ أ ف ب/ رويترز