الحدث بريس : يدير شكري/من زاكورة
في زمن كورونا،يعيش الرحل بشكل عام،ظروف صعبة،بسبب تداعيات انتشار فيروس كورونا على حياتهم اليومية ،في جانبها الإقتصادي،الإجتماعي والصحي،وكثيرا ما لا تحضى هذه الفئة المهمشة من المجتمع بنصيبها من اهتمام الدولة وبرامجها،وكثيرا ما لا تهتم وسائل الإعلام،الاقليمية،الجهوية والوطنية بمعاناتهم،في زمن تتهافت فيه القنوات الإعلامية والمواقع الالكترونية،على مواضع تافهة وفضائحية.
كما دأبت،عليه جمعية رحل صاغرو للتنمية،التي يوجد مقرها بمركز النقوب ،باقليم زاكورة،كل عام،،ولكسر هذا التهميش الإعلامي،عن الرحل،تنقل أعضاء جمعية رحل صاغرو للتنمية،أمس الإثنين 28 شتنبر 2020,رغم ضعف إمكانياتها المادية،إلى بومالن دادس،في مهمة إنسانية لمساعدة الأسر من الرحل المنضوون تحت لواء الجمعية،والعائدين للتو قبل أيام،من عملية الترحال،متوجهين نحو جبال صاغرو،لمساعدتهم،على تأمين قطعان مواشيهم على مستوى الطريق الرسمية،المارة على قنطرة بومالن،والتي تشهد حركة سير دؤوبة.
على الساعة 13:30، انطلق أعضاء جمعية رحل صاغرو للتنمية ،من مركز النقوب،على متن سيارة شاب متطوع،عابرة منعرجات” تازازرت ” ،لتصل بعد ساعات معدودة إلى بومالن دادس،ليتوجهوا بعد ذلك،إلى مكان تواجد خيمة هؤلاء الرحل،على مشارف بومالن،وكعادة هؤلاء الرحل،استقبلوا الفريق ،بضع كؤوس الشاي،وعي فرصة لأعضاء الجمعية،لتقديم بعض الهدايا للأطفال الصغار،وإدخال الفرحة في نفوسهم.
حوالي الساعة 17:00،وفور توصل شاب من الرحل،كان بمعيتهم،بخبر اقتراب قطعان الماشية من بومالن,عبر مكالمة هاتفية من الرعاة،توجه أعضاء الجمعية على متن السيارة رفقة شاب من الرحل،مباشرة نحو قنطرة بومالن دادس،لاستقبال مئات رؤوس الماشية،والرعاة.
ما هي إلا بضع دقائق،ختى وصل سيل من قطيع الأغنام النعاج،والحملان،إلى المكان المحدد،حيث تشارك أعضاء الجمعية ببذلاتهم الصفراء،والرعاة،عملية تطويق القطيع،وتأمين مروره على مستوى الطريق المارة على قنطرة بومالن دادس،حيث تولى أصحاب” البذلات الصفراء”،دور الشرطي،في إرشاد أصحاب العربات المارة على الطريق،للحيلولة دون صدم القطيع ،أو تخويفه،او عرقلة حركة السير،لكن أغلب سائقي العربات ،ساهموا كثيرا بمسؤوليتهم في ضمان السير العادي للعملية.
بعد أن يؤمن أعضاء الجمعية،حركة المرور في وجه القطعان،حتى تخرج من منطقة الخطر،يتركون مهمة سيارتها للرعاة،ثم يعودون أدراجهم لاستقبال وتأمين مرور فوج آخر من قطعان الماشية لعائلة أخرى،حيث دامت العملية لمرتها حوالي ساعتين.
يظل أعضاء جمعية الرحل،مرافقين القطيع الأخير،مساعدين الرحل بين الفينة والأخرى،في حمل بعض الحملان الصغيرة،التي أنهكها المشي،وهكذا استمرت المرافقة حتى وصل القطيع مع غروب الشمس إلى خيمة الرحل ،التي تتسكع بجوارها ثلة من الجمال.
بعد مدة استراحة ،خص الرحل أعضاء الجمعية ورافقهم،ببضع كؤوس الشاي على عادة الرحل،كما ألحوا عليهم على البقاء لتناول الكسكس في وجبة العشاء،وما كان لهم إلا الرضوخ لإلحاح الرحل.
على ضوء النار ومصباح بسيط،كان معلقا على الخيمة،تجاذب أعضاء جمعية الرحل أطراف الحديث مع أفراد العائلة،حول ظروف رحلتهم ومعاناتهم وسبل إيجاد الحلول لها،حسب الإمكانيات المتاحة،وهي فرصة لتقديم بعض لوازم الوقاية من فيروس كورونا(كمامات،صابون،) والتحسيس بمخاطره.
حان وقت الوداع حوالي الساعة 9:00 ليلا،شكر أعضاء جمعية الرحل،العائلة المستضيفة،على كرم صيافتها ،واثنى أفراد الأسرة بدورها على جهوذ الأعضاء والمرافق ،لتنطلق رحلة العودة إلى النقوب،عبر تزازرت.
يذكر،أن جمعية رحل صاغرو للتنمية بالنقوب،ورغم ضعف الإمكانيات المادية،تكافح من أجل تخفيف المعاناة عن الأسر المترحلة،بالنفوذ الترابي لجماعة النقوب،وتطمح إلى تحقيق مشاريع تنموية لفائدة هذه الفئة المهمشة في كافة النواحي،وهذه مناشدة للمسؤولين،محليا،اقليميا،جهويا ووطنيا،وإلى كافة المنظمات والهيئات،ذات الاهتمام المشترك،إلى دعم هذه الجمعية الفتية والنشيطة بمركز النقوب.