الحدث بريس:محمد ادوبرحيم.
تكريم قيم الخزانة الناصرية مشهد إنساني مؤثر تفاعل معه جمهور حفل افتتاح مهرجان المسرح بزاكورة، وعامل الإقليم يرفض تسليم تذكار التكريم لمن ينوب عنه.
و تُختتم ،اليوم الثلاثاء 10 دجنبر الجاري، الدورة السابعة لمهرجان زاكورة الدولي لملتقى القوافل المسرحية،الذي نظمته جمعية الفينيق للإبداع الفني والثقافي، تحت شعار “المسرح والذاكرة/التراث اللامادي بتزاكورت”.
دورة هذه السنة كانت متميزة، لأنها لم تكن تظاهرة فنية وثقافية فحسب،بل كانت محطة إنسانية بامتياز، لذلك يمكن اعتبارها أحسن دورة في تاريخ هذا المهرجان،ليس لأن المنظمين أبدعوا هذه المرة، في اختار ساحة وسط المدينة (ساحة زاوية البركة) التي تشكل إلى جانب جبل زاكور المقابل لها، لوحة فنية غاية في الجمال والروعة خاصة وقت الغروب.
ولم يكن ذلك لجودة العروض المسرحية المشاركة، والإقبال وتنوع البلدان والوجوه الفنية المشاركة،بل كان تميزها في تكريم عدد من الوجوه الفنية البارزة في المجال الثقافي ومنها وجوه محلية.
ومن بين هذه الوجوه العلمية والثقافية التي تنشط محليا لكن صداها وصل أصقاع الأرض والسماء، السيد مولاي خليفة الفاسي ،قيم خزانة الزاوية الناصرية، الذي يحرس ذاكرة وتاريخ درعة وجزء مهما من الإرث العلمي للمغرب،.أو بالأحرى فالسيد خليفة يحرس كنزا علميا مهملا في الصحراء،فالرجل استطاع أن يحمي كنزا لا يقدر بثمن لأكثر من نصف قرن، مثل جندي سلاحه الوحيد إيمان غامض بأنه يؤدي مهمة مقدسة.
واختياره من طرف إدارة المهرجان على رأس لائحة المكرمين إلى جانب المخرج والمبدع المغربي الدكتور عبد المجيدة فنيش، فيه الكثير الاعتراف والتقدير لجزء مما أسداه السيد خليفة للعلم والمعرفة.
ومما زاذ المشهد تؤثرا وبعدا إنسانيا ووجدانيا هو ما قام به عامل إقليم زاكورة تجاه المحتفى به،فالسيد فؤاد حاجي رفض أن يسلم تذكار التكريم لإحدى بنات الحاج خليفة، بل أصر أن يكسر البروتكول الرسمي، ويذهب إليه شخصيا وهو مُقعد بين الجمهور، لأن ظروفه الصحية لم تسعفه لاعتلاء منصة التكريم.
هذه اللحظات هي أكثر المشاهد المؤثرة في افتتاح المهرجان وتفاعل الجميع معها قلبا وقالبا، ونالت تصفيقا حارا من الحضور ووقفت تحيي المحتفى به وما قام به العامل فؤاد حاجي بحرارة.