سلطت صحف عالمية، صادرة يوم الثلاثاء، الضوء، على التطورات الميدانية للحرب الروسية الأوكرانية، وذلك في خضم ”مكاسب كبيرة“ حققتها أوكرانيا في شمال شرق البلاد.
وكشفت الصحف عما وصفتها بـ“دعوات نادرة“ تطالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بالتنحي، بسبب ”الأداء الضعيف“ لقواته في ساحات القتال.
انتقاد ”نادر“ لبوتين
وركزت صحيفة ”موسكو تايمز“ الروسية، على ما وصفته بـ“الانتقاد النادر“ عندما دعا عشرات المسؤولين، بينهم نواب من موسكو وسان بطرسبرغ، الرئيس بوتين إلى الاستقالة في رسالة مفتوحة نُشرت الاثنين.
وأوضحت أن ”دعوة الرئيس الروسي للتنحي تأتي وسط مزاعم بالتلاعب في الأصوات في الانتخابات المحلية والإقليمية التي جرت نهاية الأسبوع الماضي، فضلاً عن التقدم الهائل للقوات الأوكرانية في الأيام الأخيرة الذي يمثل أكبر انتكاسة حتى الآن لغزو موسكو لكييف“، بحسب ”موسكو تايمز“.
وأشارت الصحيفة، التي تتخذ من موسكو مقرا لها وتصدر يوميا، إلى أن الموقعين على الرسالة يعرضون أنفسهم لخطر العقوبة بموجب القوانين التي تم تمريرها بعد وقت قصير من الغزو، والتي تحظر فعليا جميع الأصوات المناهضة للحرب.
ونقلت عن كسينيا تورستريم، النائبة عن منطقة سيميونوفسكي في سانت بطرسبرغ، والتي وقعت على الرسالة إلى جانب عشرات المسؤولين الآخرين، قولها: ”تصرفات الرئيس بوتين ضارة بمستقبل روسيا ومواطنيها. نطالبه بالاستقالة من منصب رئيس الاتحاد الروسي“.
وبحسب الصحيفة الروسية، أبلغت منظمة مراقبة الانتخابات المستقلة، ”جولوس“، عن عشرات الحالات من ”حشو بطاقات الاقتراع، والترهيب، وشراء الأصوات وسوء تسجيل الأصوات“، بعد أن اجتاح المرشحون المؤيدون للكرملين الميدان في الانتخابات المحلية والإقليمية في روسيا.
كما أشارت الصحيفة إلى أن ”العديد من الشخصيات المؤيدة للكرملين أعربت عن قلقها وإحباطها من الهجوم المضاد الذي شنته كييف، والذي تمكنت من خلاله من استعادة قواتها لأجزاء من شمال شرق أوكرانيا، وذلك وسط انتقادات محلية متزايدة لطريقة تعامل الكرملين مع غزوها الذي دام 6 أشهر“.
وقالت إن ”بعض شخصيات التلفزيون الحكومي وخبراء موالين للدولة وصفوا التطورات الأخيرة في الحرب بأنها ضربة لطموحات روسيا العسكرية“.
وعلى سبيل المثال، وفقاً للصحيفة، صرح الخبير السياسي فيكتور أوليفيتش خلال برنامج حواري سياسي على قناة ”إن تي في“ الحكومية، بالقول: ”قيل لنا إن كل شيء يسير وفقا للخطة. هل يعتقد أي شخص حقًا أنه قبل ستة أشهر كانت الخطة هي مغادرة مدينة بالاكليا، وصد هجوم مضاد في منطقة خاركيف والفشل في السيطرة على خاركيف“.
وفي الوقت نفسه، قال المشرع الروسي السابق بوريس ناديغدين: ”من المستحيل تمامًا هزيمة أوكرانيا باستخدام تلك الموارد وأساليب الحرب الاستعمارية التي تحاول روسيا استخدامها بواسطة جنود متعاقدين ومرتزقة. في المقابل، إن جيشًا قويًا (الأوكراني)، مدعومًا بالكامل من أقوى الدول، يقاوم جيشنا“.
مخاوف
في سياق متصل، ذكرت صحيفة ”نيويورك تايمز“ الأمريكية، أن ”المكاسب الأوكرانية الأخيرة، جعلت قادة الجيش يفكرون إلى أي مدى يمكن لقواتهم أن تضغط على الهجوم، مخاطرين بقدرتها على الصمود في الخطوط الجديدة، وذلك في وقت يحاول فيه القادة الروس إعادة تنظيم صفوفهم بعد هزيمة دراماتيكية محبطة“.
وقالت الصحيفة في تحليل إخباري لها، إنه ”بعد الهجوم الذي شنته القوات الأوكرانية في شمال شرق البلاد ودفع القوات الروسية إلى التراجع الفوضوي وإعادة تشكيل ساحة المعركة بمئات الأميال، يدرس القادة الأوكرانيون الآن مقامرة حاسمة يمكن أن تحدد مسار الحرب على المدى القريب“.
وسلطت الضوء على أزمة تعاني منها أوكرانيا قي الوقت الحالي، وقالت: ”بالرغم من الإنجازات، فإن تمديد القوات الأوكرانية يمكن أن يتركها عرضة للهجوم. قد يؤدي التحرك ببطء شديد أو في المكان الخاطئ إلى إهدار الفرصة. والانتظار لفترة طويلة قد يسمح للخطوط الأمامية بالتجمد مع حلول الشتاء“.
وأضافت: ”من خلال طرد القوات الروسية من جزء كبير من الأراضي الاستراتيجية في منطقة خاركيف الشمالية الشرقية، أصبحت القوات الأوكرانية الآن في وضع يمكنها من التحرك في منطقة دونباس الشرقية التي جعلها الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، محور أهدافه الحربية“.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية، أن موسكو ”تسيطر الآن على ما يقرب من 90% من دونباس، حيث حول جيشها الكثير من تركيزه بعد هزيمة مذهلة حول العاصمة الأوكرانية، كييف، أواخر آذار/ مارس الماضي“، مشيرة إلى أنه ”إذا استعادت أوكرانيا حتى جزءا من المنطقة، فسيكون ذلك بمثابة ضربة محرجة للكرملين“.
ورأت أن الجيش الأوكراني ”يواجه عقبات خطيرة محتملة إذا توغل أبعد من ذلك“، موضحة أن ”أي تقدم في المستقبل سيعني أن القوات الأوكرانية ستوسع خطوط إمدادها، مما يجهد قوافل الوقود والذخيرة والتعزيزات حيث يتعين عليها التحرك بعيدًا عن مراكزها اللوجستية الحالية“.
وفي هذا الصدد، نقلت الصحيفة الأمريكية عن محلل سياسي كبير قوله إن ”ذلك قد يجعل الوحدات الأوكرانية عرضة للخطر، على الرغم من أنه زعم بأن الهجوم الروسي المضاد لن يحدث بالضرورة، في ظل تآكل الروح المعنوية للقوات الروسية“، بحسب تعبيره.
”الاحتفاء بظالمينا لا يسعدنا“
من ناحية أخرى، ذكرت صحيفة ”الإندبندنت“ البريطانية، أنه ”بالرغم من أن وفاة الملكة إليزابيث الثانية قد تسببت بموجات حزن في جميع أنحاء العالم، إلا أن الإرث المعقد للنظام الملكي في سياق الاستعمار والإمبراطورية جلب ردود فعل متنوعة من بعض المستعمرات البريطانية السابقة“.
وأوضحت الصحيفة أنه ”عند وفاتها، كانت الملكة على رأس دولة ليست فقط المملكة المتحدة، ولكن أيضًا لأستراليا، وجزر الباهاما، وبليز، وكندا، وغرينادا، وجامايكا، ونيوزيلندا، وبابوا غينيا الجديدة، وسانت لوسيا، وسانت كيتس، ونيفيس، وتوفالو وجزر سليمان، وسانت فنسنت وجزر غرينادين، وأنتيغوا وبربودا“.
وأشارت إلى أنه ”في حين أن البعض يبكي والكثير منهم غير مبالين بوفاتها، فإن البعض الآخر غاضب من التعاطف الذي تم تقديمه في أعقاب شخصية تمثل، بالنسبة للبعض، اضطهاد السود وذوي البشرة الداكنة“.
وفي حديثه مع ”الإندبندنت“ حول إرث الملكة إليزابيث الثانية، أوضح جاه ميكي بو، نائب رئيس مجلس النواب الراستافاري في جزر الباهاما، أن ”ردود الفعل كانت متباينة تجاه أنباء وفاة الملكة عن عمر يناهز 96 عامًا“.
وأضاف: ”لا نرى كيف يساعدنا الاحتفال بظالمينا، يجب على العائلة المالكة الاعتذار عن العبودية وتقديم تعويضات لجميع دول الكومنولث. الملك تشارلز الثالث سيلبي المزيد من هذه المطالب على مكتبه في المستقبل القريب“.
ووفقاً للصحيفة، كانت 6 من الدول التي كانت إليزابيث ملكة لها قد أعربت عن رغبتها في إزالة الحكم الملكي، وذلك إلى حد كبير بعد جولات اليوبيل الملكي الكارثية التي جرت في وقت سابق من العام الجاري والتي قام بها أمير ويلز، ويليام، وزوجته الأميرة كيت“.
وقالت الصحيفة: ”كان هناك إجماع على أن بعض القادة كانوا ينتظرون حتى بعد وفاة الملكة لتسريع خططهم للانتقال إلى الجمهورية، احتراما لاستمرارية حكمها. وقبل أيام فقط، أعلن رئيس وزراء أنتيغوا وبربودا، جاستون براون، عن نيته الدعوة إلى إجراء استفتاء على تحول البلاد إلى جمهورية في غضون 3 سنوات“.
وأضافت: ”إنها سياسة رسمية لدول الكاريبي التي كانت مستعمرات سابقة للضغط على بريطانيا من أجل تعويضات لتورطها في العبودية عبر المحيط الأطلسي. ولم تفعل وفاة الملكة الكثير لتهدئة هذا الشعور ولا تزال مطلبًا رئيسيًا“.
وتابعت الصحيفة: ”في كينيا، وحتى داخل أجزاء من المملكة المتحدة، احتفظ الناس بالغضب من جرائم الاستعمار البريطاني التي لم يكن هناك اعتذار أو تعويض أو تكفير عنها، واستذكروا فترات الاغتصاب الوحشي والقتل والسرقة والتدمير التي عصفت بالبلاد على نطاق أوسع“.
وفي جنوب أفريقيا، قالت مجموعة بارزة تدافع عن السياسات هناك بعد وفاة الملكة: ”لا نحزن على وفاة إليزابيث لأن موتها يعد بمثابة تذكير بفترة مأساوية للغاية في هذا البلد. وتاريخ أفريقيا“.
وفي جامايكا، قال الفنان الكوميدي الشهير، أوليفر صامويلز: ”بعد 60 عامًا من الاستقلال، ما زلت لا أستطيع أن أفهم لماذا لا تزال الملكة على رأس جامايكا ولدينا حاكم عام عندما ندعي أننا مستقلون“.