الحدث بريس…ادريس بوداش
تعد ظاهرة الباعة المتجولين من الظواهر الاجتماعية التي تؤثر بشكل كبير على المجتمعات النامية، وتشكل إحدى المشكلات الاجتماعية التي تتطلب الدراسة والتحليل لمسبباتها الأساسية وتأثيرها على المجال.
فتشير ظاهرة الباعة الجائلين إلى الأشخاص الذين يقومون ببيع السلع أو الخدمات في الأماكن العامة دون ترخيص رسمي أو مكان ثابت للعمل ويتميزون بتنقلهم المستمر من مكان إلى آخر دون الالتزام بأي قوانين أو لوائح ناهيك عن تنوع نشاطهم ما بين بيع المأكولات والمشروبات والسلع اليدوية مما ينعكس سلبا على الحياة العامة حيث تزيد من الازدحام وتعوق حركة المرور في الأماكن التي يعملون فيها، كما تشوه المظهر العام وتؤدي إلى انخفاض مستوى النظافة، بالإضافة إلى ذلك، قد تؤثر سلباً على الأمان العام وتثير مخاوف السكان المحليين، مما يؤدي إلى زيادة الاحتقان الاجتماعي وتراكم الشكاوى والمشاكل بين السكان.
وعليه فالظاهرة تشكل إحدى المعيقات الاجتماعية لتنظيم المجال سواء على الاصعدة الاقتصادية والبيئية والاجتماعية وبالتالي تسهم في تآخر تنمية المجتمعات بشكل عام، لذلك عمدت مجموعة من الدراسات والأبحاث والتي تناولت الظاهرة بالدرس والتحليل على اعتماد منهجية علمية في التعاطي مع هذه المعضلة التي باتت تؤرق المجتمعات النامية في صيرورة تطورها ولامست جميع الجوانب المحيطة بها مع إمكانية إيجاد حلول ناجعة ولو بشكل نسبي لأن الإشكال مرتبط بمعطى اجتماعي ينعكس سلبا علي الناتج الداخلي الخام للمجتمعات السائرة في طريق النمو باعتبارنا هنا نتحدث عن قطاع اقتصادي غير مهيكل.
إن الدورات التثقيفية والأوراش العملية والندوات والمحاضرات أدوات فعالة لإغناء المعرفة ورفع الوعي بشأن ظاهرة الباعة المتجولين. حيث تتيح للجمهور فرصة لفهم تأثيرات هذه الظاهرة على المجتمع والبيئة والتعرف على السبل التي يمكن بها مواجهتها.
ناهيك عن التعاون مع الهيئات الحكومية لتنفيذ حملات إعلانية ودعائية تسهم في تعزيز الوعي الجماهيري بآثار الباعة المتجولين وأهمية التصدي لهم. من خلال إيصال رسائل واضحة حول هذه الظاهرة، بالتالي تحفيز المشاركة الجماهيرية في جهود محاربتها.
إن الاعتماد على هذه الأنشطة طبعا بالتعاون مع السلطات المحلية والمنتخبة ستمكن من تحقيق تأثير إيجابي في توعية وتحفيز المجتمع للتصدي لظاهرة الباعة المتجولين والعمل سويًا على تقليل تأثيراتهم السلبية على المجتمع والبيئة.
فالتوجهات المستقبلية والتي تقضي التعامل مع ظاهرة الباعة المتجولين تعتمد زيادة التركيز على إيجاد فرص عمل بديلة للباعة المتجولين، من خلال توفير برامج تأهيل وتدريب تسهم في اندماجهم في سوق العمل المحلي ناهيك على آن الحكومة والجهات ذات الصلة وجب عليها تكثيف الحملات التوعوية والتثقيفية لتوعية المجتمع بالآثار السلبية لهذه الظاهرة وضرورة التصدي لها بشكل فعال.
كما أن للتكنولوجيا الحديثة دور هام في ضبط الباعة المتجولين، حيث يمكن استخدام كاميرات المراقبة ونظام تحديد المواقع GPS بتتبع لحركة الباعة المتجولين والتعرف على مواقع تجمعهم، بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام تطبيقات الهاتف الذكي للإبلاغ عن حالات الباعة غير المشروعة، مما يسهم في تحسين مستوى رصد ورصانة القضايا المتعلقة بهذه الظاهرة.
يتبع…