تمكّن علماء من جامعة تومسك في روسيا من تحقيق إنجاز جديد يتمثل في تطوير واختبار أول مركب دوائي روسي مُخصص لتشخيص وعلاج سرطان البروستاتا.
بحسب بيانات منظمة الصحة العالمية، يُعد سرطان البروستاتا ثاني أكثر أنواع السرطان انتشاراً على مستوى العالم.
وفي إطار السعي للتصدي للأمراض السرطانية بأساليب مبتكرة، يولي الخبراء اهتماماً كبيراً لتطوير أدوية تجمع بين التشخيص والعلاج.
حتى الآن، يوجد على مستوى العالم نوعان فقط من الجزيئات العلاجية التي تحمل قدرات تشخيصية وعلاجية معتمدة: الأول مُصمم لاستهداف سرطان البروستاتا، والثاني مخصص لأورام الغدد الصماء العصبية، وكلاهما يُنتج حالياً خارج روسيا.
رومان زيلشان، مدير المشروع والباحث البارز بمركز أبحاث التحليل العلاجي للأورام في جامعة تومسك، أوضح أن المركب الروسي الجديد يعتمد على مادة تُدعى “BQ-PSMA”، وهي مشتق من اليوريا تمتاز بحساسيتها العالية وقدرتها الكبيرة على التفاعل مع مستقبلات “PSMA”. عند إرفاق العنصر الإشعاعي “تكنيتيوم-99 إم” بهذه المادة، فإنها تعمل كإشارة تحدد موقع الخلايا السرطانية بدقة.
أما إذا تم استخدام نظير إشعاعي علاجي مثل “اللوتيتيوم-177″، فيمكن أن تحقق تأثيراً علاجياً قوياً باستهداف الخلايا المصابة مباشرة.
خلال عام 2023، تجاوز المركب الصيدلاني الإشعاعي المخصص للتشخيص باستخدام “تكنيتيوم-99 إم” اختبارات المرحلة الأولى من التجارب السريرية بنجاح في معهد أبحاث الأورام بمدينة تومسك.
وفي العام 2024، اجتازت نسخة العلاج بنظير “اللوتيتيوم-177” المرحلة نفسها بنجاح أيضاً. أثبتت الدراسات الأولية سلامة المركب وتحمله، كما أكدت فعاليته المبدئية، إضافة إلى قياس مستويات التعرض للإشعاع.
ويُخطط العلماء الآن لإجراء تجارب سريرية متقدمة لمقارنة فعالية هذا الدواء الإشعاعي الجديد مع نظائره المتوفرة في السوق، بهدف تقييم إمكانياته وتحسين آفاق استخدامه في المستقبل.