في سياق الإحتفال باليوم العالمي للمتاحف الذي اختارت له منظمة اليونيسكو هذه السنة عنوان: “مستقبل المتاحف التعافي وإعادة التخيل”، حرصت النيابة الجهوية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بطنجة، على تنظيم برنامج احتفالي متنوع يروم التعريف بالفضاء المتحفي والأدوار الهامة التي يقوم بها، وعلى رأسها الحفاظ على التراث وصيانة الذاكرة التاريخية الوطنية والمحلية في تجسيد قوي لثقافة الماضي بصورة مرئية تترسخ في ذهن المتلقي.
وفي هذا الصدد، نظمت كل من النيابة الجهوية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بطنجة، والمكتب المحلي بإقليم العرائش. وفضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بالقصر الكبير فعاليات الأبواب المفتوحة ابتداء من 17 ماي 2021 إلى نهايته، باعتماد أنشطة متنوعة حضورية ورقمية.
سلسلة المحاضرات الرقمية
ومن بين الأنشطة الرقمية المنظمة بهذه المناسبة، سلسلة من المحاضرات التعريفية بالمتاحف وأنواعها ووظائفها وأدوارها وهي كالتالي:
1- المتاحف المفهوم الأنواع والوظائف للأستاذ والباحث في التاريخ المعاصر ذ.زهير أيت سعيد احقي.
2- المتاحف ودورها في حفظ الذاكرة المحلية والوطنية للباحث والروائي والفاعل الجمعوي ذ. رشيد الجلولي.
3- دور المتاحف في التربية للأستاذ الباحث في التراث الثقافي والتاريخي ذ.مصطفى العلالي.
4- قراءة في بعض المواقع التاريخية المصنفة خلال فترة الحماية (1926-1912) الأبعاد والدلالات للباحث في التاريخ والتراث ذ.عثمان الرفاس.
5- دور المتاحف المحلية في إنعاش السياحة الثقافية لمدير المهرجان الدولي لتلاقح الثقافات بالعرائش ذ.عبد الرحمان اللنجري.
6-المتاحف دعامة تربوية وتعليمية للباحث في التراث التاريخي والثقافي ذ.هشام الغرباوي.
7- المتاحف ودورها في التنمية المستديمة للباحثة في التاريخ القديم ذ.عائشة بويعقوب .
8- مقاربات متحفية معاصرة للباحثة في التاريخ المعاصر ذ.حنان الحارث الباحثة في التاريخ المعاصر.
9- التجربة المتحفية بقطر: نموذج متحف الفن الإسلامي ألقاها الأستاذ عماد تبهوت الطالب بمعهد الدوحة للدراسات العليا بقطر.
10- شيماء أعسكري: دور المتاحف في الحفاظ على الهوية الثقافية.
11- نحو متاحف جهوية متقدمة، متاحف جهة فاس مكناس نموذجـا للأستاذ والباحث في التاريخ الحديث عبد اللطيف خالقي.
وأخر المحاضرات التي كانت مسك الختام في سلسلة المحاضرات الرقمية الإحتفالية باليوم العالمي للمتاحف هي “المتحف والمجتمع : أسئلة التدبير والتثمين” للدكتور والكاتب والباحث في التاريخ المعاصر عبد الرزاق بنواحي.
وتعتبر هذه المحاضرات الرقمية بمثابة دليل علمي، يعرف بعلم المتاحف وأدوارها ووظائفها وما لها من دور هام في تهذيب الذوق والمساهمة في التنمية المستديمة، ويأتي اهتمام المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بالمتاحف نظرا للجانب المهم من العرض المتحفي الذي تتوفر عليه فضاءات الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير التابعة لها والممتدة على ربوع بلادنا، وعددها 95 فضاء سوسيو ثقافي يوفر خدمات متنوعة لعموم الزوار ويعمل على صيانة وتثمين الذاكرة التاريخية المغربية.
أنشطة متنوعة
وإضافة إلى سلسلة المحاضرات الرقمية، حرصت النيابة الجهوية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير على تنظيم أنشطة متنوعة كالصباحيات التربوية لفائدة تلاميذ المؤسسات التعليمية والتربوية، لتعريف الناشئة بـأهمية الفضاء المتحفي، وما يوفره من معلومات وصور ومعروضات تؤرخ لفترة الكفاح الوطني في سبيل التحرر من نير الإستعمار. إضافة إلى فقرات متنوعة كعرض القصص المصورة وورشة القراءة والألعاب التربوية البيداغوجية المتنوعة.
كما احتضنت رحاب فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بمدينة طنجة، معرضا تشكيليا للفنانة التشكيلية أسماء البقالي يتمحور حول مواضيع، الحرية والهوية والإبداع، وقد نجح المعرض في استقطاب العديد من الزوار والإعلاميين والمهتمين بالفن التشكيلي.
وللإشارة، ففضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بطنجة، يفتح أبوابه طيلة السنة في وجه تلاميذ المؤسسات التعليمية والباحثين والطلبة وعموم الزوار والمهتمين بتاريخ بلادنا، وهو فضاء تاريخي عريق يعود إلى سنة 1873 حيث كان قنصلية ألمانية ليتحول سنة 1909م إلى مدرسة ألمانية، ومندوبية سلطانية في العام 1914 إلى حدود العام 1956 م، حيث انتهى الحكم الدولي بطنجة. ووظفت البناية كمتحف أطلق عليه اسم متحف خطاب طنجة في التاسع من أبريل 1992م، ليعاد افتتاحه مرة أخرى ف العام 2018، من قبل المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير تحت اسم فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بطنجة كمعلمة تاريخية رائعة، وفضاء سوسيو ثقافي توفر على مرافق توفر خدمات متعددة كقاعة السمعي البصري والمكتبة والمسرح المفتوح المخصص للأنشطة الثقافية والتربوية والفنية.