الحدث بريس ـ هند الكحلاوي
يحتفي العالم بأسره في 27 مارس من كل سنة باليوم العالمي للمسرح، باقتراح من طرف الهيئة الدولية للمسرح بمدينة فيين. ويرجع الاحتفال بهذا اليوم للمرة الأولى عام 1962، وهو تاريخ إطلاق موسم “مسرح الأمم” فى العاصمة الفرنسية باريس، الذي كان يحمل اسم “مسرح سارة برنار”،حيث بات الإاتفال بأبي الفنون تقليدا على النطاق العالمي.
ويروم الاحتفاء بهذا اليوم تعزيز مكانة المسرح في العالم ودوره في المجتمع، والمساعدة على زيادة الوعي والمعرفة بقيمته، كما يعد تكريما وتقديرا للفن المسرحي بشكل عام.
ومنذ تلك الحقبة الزمنية القديمة، ظهر المسرح ومشى بخطى نبيلة إلى عصرنا هذا، مواكبا التطورات يوما بعد يوم، وأخذنا معه إلى كل هذه العوالم التي لا تنتهي من الخيال.
ويعتبر الفن المسرحي الأقرب إلى الجماهير، والمرآة الحقيقية التي تعكس ملامح المجتمع والحضارات رغم اختلاف الأزمنة.
و”لا شيء يضاهي النظر في عيون الجمهور والتفاعل المباشر معه على الخشبة”.. يأتي تفسير هذه المقولة، في أن الفن المسرحي يعتمد على اللقاء المباشر مع الجمهور لتحقيق شروط الفرجة. لذلك عمل المسرحيون على تطوير طريقة العرض بحيث تصبح أكثر اقترابا من المتتبعين، فظهرت أفكار جديدة تكسر الحاجز مع الجمهور مثل مسرح الشارع والأماكن المفتوحة.
المسرح في زمن كورونا
وبعد سنة كاملة على إسدال الستارة على الخشبات في أنحاء المعمورة بسبب عدوى كوفيد، إلا أن الكثير من المشتغلين بهذا المجال ظلوا يبحثون عن أفق له.
وبهذا الخصوص قالت البريطانية “هيلين ميرين” في رسالة لها: “كان هذا وقتا صعبا للغاية بالنسبة للفنون الأدائية الحية، كافح فيه العديد من الفنانين، والحرفيين، والنساء، وهو ما مكّن هؤلاء الفنانين من النجاة في ظل جائحة كورونا، متسلحين بالكثير من الذكاء والشجاعة. ففي ظل هذه الظروف الجديدة، حوّل الفنانون خيالهم إلى طرق إبداعية وترفيهية ومؤثرة ليتمكنوا من التواصل مع العالم. ويعود الفضل في ذلك بشكل كبير بالطبع إلى شبكة الإنترنت”.
وبالتالي، جل الفنانين في قطاع المسرح عبر العالم يأملون في انتهاء الجائحة، باعتبارها عائقا أمام مختلف المجالات الإقتصادية والفنية… بهدف التخلص من معاناتهم المتمثلة في الابتعاد عن الخشبة الأقرب إلى قلوبهم.