زار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الإثنين النصب التذكاري “حجر الحدود” في منطقة نيفسكي بيتاتشوك، قرب بطرسبورغ، و ذلك في الذكرى الـ81 لفك حصار قوات ألمانيا النازية عن لينينغراد.
و أُطلق إسم “نيفسكي بيتاتشوك” (“رقعة عند نيفا”) على موطئ قدم صغير على الضفة اليسرى لنهر نيفا مقابل قرية نيفسكايا دوبروفكا، و أصبح رمزا لصمود و شجاعة الجنود السوفييت في معركة لينينغراد.
و إستمر القتال على هذا الجزء الصغير من الجبهة (في فترات مختلفة من الحرب تفاوتت مساحة “الرقعة” من 2 إلى 4.5 كيلومتر على طول الجبهة و بعمق يصل إلى 800 متر) لمدة 285 يوما.
كان المدافعون عن “الرقعة” يصدون يوميا من 12 إلى 16 هجوما للعدو، و كان يسقط عليهم حوالي 50 ألف لغم و قذيفة و قنبلة جوية يوميا.
و يختلف المؤرخون في تحديد الرقم الدقيق للخسائر التي وقعت هنا، و هناك تقييمات لا تعتبر نهائية تتحدث عن سقوط ما بين 50 ألف إلى 250 ألف قتيل.
كان والد الرئيس الروسي – فلاديمير سبيريدونوفيتش بوتين – من بين أولئك الذين قاتلوا في “نيفسكي بياتاتشوك”.
و أصيب هنا بجروح بالغة في ساقه، و أحد رفاقه في المعركة أنقذه من الموت، حيث نقله إلى مستشفى ميداني.
و في عام 1972 تم إفتتاح النصب التذكاري “حجر الحدود” في الموقع المعارك.
و يحمل النصب أسطرا بقلم الشاعر السوفيتي الكبير روبرت روجديستفينسكي تقول : “أنتم، أيها الأحياء، تعلمون أننا لم نكن نريد مغادرة هذه الأرض و لم نغادرها.
لقد وقفنا حتى الموت عند نهر نيفا المظلم. لقد متنا حتى تعيشوا”.
و وضع بوتين اليوم أيضا إكليلا من الزهور على نصب “الوطن الأم” في مقبرة بيسكاريفسكويه التذكارية في بطرسبورغ، و التي أصبحت في 1941-1944 مكانا للمقابر الجماعية.
و دفن في تلك المقابر الحماعية ضحايا حصار لينينغراد و جنود جبهة لينينغراد.
وفقا لبيانات مختلفة، تضم المقبرة رفات ما بين 470 ألفا إلى 520 ألف شخص.
و إستمر حصار لينينغراد الذي بدأ في 8 سبتمبر 1941، ما يقرب من 900 يوم. و الطريق الوحيد الذي سمي “طريق الحياة” و تم من خلاله إمداد المدينة بالغذاء، تم وضعه على جليد بحيرة لادوغا. و تم إختراق الحصار في 18 يناير 1943، و لكن فكه بالكامل وقع في 27 يناير 1944.
و في أكتوبر 2022، قضت محكمة مدينة سان بطرسبورغ بأن تصرفات النازيين أثناء حصار لينينغراد تعتبر جريمة حرب و إبادة جماعية للشعب السوفيتي.
و وفق بيانات مكتب المدعي العام في المدينة، فقد بلغ عدد الضحايا ما لا يقل عن 1093842 شخصا. و تقدر الأضرار التي لحقت بالمدينة و سكانها بنحو 35.3 تريليون روبل بسعر الصرف الحالي.