الحدث بريس : بقلم ناجي مزهود
من المعروف أن ولادة الفلاسفة والشعراء والأدباء هي ولادة متجددة ، فإذا راجعنا التاريخ سنجد أن كل جيل خلده حرفه فأولئك الذين يكتبون يعيشون إلى الأبد ، وتونس وطن يعرف هذه السيرورة الطبيعية لولادة أجيال الحرف الناطق بما تركوا فبعد أبو القاسم الشابي شاعر الوطن ،وآخرين كثر لاأستطيع سردهم جميعا في هذا المقال المقتضب لازالت ذكراهم باقية تحيل على التطور الفني والثقافي الذي شهدته تونس.
” كتبت هذه المرة كل عن المبدعتين الشابتين “نيران الطرابلسي و” سميحة مسعودي ” اللتان أشبعتا ذاكرة قراء طال جوعهم للقراءة ،تلك التي تسافر بهم في عوالم اكتشاف لاتنتهي ، تداعب فكرهم وخيالهم ، وتنير لهم الدروب المعتمة التي تتسم بالغموض ، وأحيانا الممنوع.
نيران الطرابلسي التي ولدت مرتين مرة مرة يوم ولادتها في السادس من جويلية 1993 بمدينة ” أريانة “ومرة يوم أصدرت مجموعتها القصصية ‘نمفونيا’ عن دار ميارة للنشر والتوزيع في الثالث عشر من أفريل 2019 أسست بين هاتين الحياتين مسيرة حافلة إذ أنشأت بالعاصمة تونس سنة 2015 تظاهرة ‘فنتازيا ” هذه التظاهرة جمعت أصحاب الأقلام المبدعة بصفة دورية.
أما بالنسبة للكاتبة ” سميحة مسعودي ” فقد
ولدت في 27 أفريل 1991 وهي طالبة بكلية الآداب “منوبة ” ومديرة دار نشر ولدت مرة واحدة ولكنها ستحيا إلى الأبد منذ أن وقعت كتابها ” أحفاد اللذة “.
في التاسع من أفريل 2019 الصادر عن دار عليسة للنشر والتوزيع
كلا الكاتبتين رميا الحجر في البئر وكشفتا مدى عمق الماء الراكد ، فقد أثارتا قضايا النساء التونسيات بشكل جذري كاشفات على أن مواد التجميل لا تجمل الواقع اليومي، مؤكدات مرة أخرى أن الفن الذي لا يتبنى قضية ما يولد ميتا.