يأتون بهم حفاة، عراة، وبمسميات عجيبة وشخصيات أغرب. نكرات كانت ضائعة في شوارع نظيفة من بلدان بعيدة. منهم من يمثل النزاهة والشرف، والبعض يرتسم على وجهه الورع والتقوى. وآخرون همهم الوطنية وخدمة الشعب.. يجلسون على كراسي وأمام جدارية مكتوب عليها (لو دامتْ لغيرك ما وصلتْ إليك). يتحكمون بنا أو يتآمرون علينا، لافرق باسم المذهب، الطائفة أو القومية.
يمثلون علينا مشاهد الاستغراب والصدمة مما يحدث. فهم لايريدون أن يكونوا حكاماً وإنما أُجبروا على خدمة الشعب. وفي كل هذا المشهد الدراماتيكي يكون الشعب هو المتفرج الوحيد الذي يشاهد ويضحك كثيراً. لأن هؤلاء الممثلين أجادوا أدوارهم وصنعوا لنا كوميديا سوداء أضحكتنا كثيراً. وعندما يأتي مشهد حديثهم عن الشرف والنزاهة وخدمة الشعب تخرج عبارة مكونة من كلمة (طووووط). ليست من حيثيات البرنامج بل من المشاهد الذي استرخص هؤلاء المسميات ولعن تلابيب القدر بسيئاته وحسناته التي جمعته مع أولئك.
والمصيبة أن هؤلاء الممثلين لايتعبون من أدوارهم. أو يملّون من تكرار مشاهدهم بالرغم من أن مُعدّ البرنامج قد حدد لهم وقتا مُعين للبداية والنهاية. إلا إنهم دائماً متمردون حتى وإن كانوا على المُعدّ أو المخرج.
هؤلاء لايُدركون أو ربما يعرفون أن للبرنامج خاتمة لكن كبرياءهم وغرورهم. لايريدهم أن يعترفوا أن لكل شيء نهاية. وأن البرنامج في نهاية المطاف سينتهي وسيجعل المشاهدين يهزأون من وقتهم الذي أضاعوه بمشاهد تمثيلية ساخرة. يهزأ بها الممثلون من أنفسهم، أما ذلك المواطن المسكين والمغلوب على امره فكانت قهقهاته كالصراخ على ذلك البرنامج الذي تحول الى سيرك يتراقص فيه اللاعبون ويتقافز عليه النكرات. وفي ختام البرنامج وبعد أن يستنزف الممثلون كل سخافاتهم وحماقاتهم وتهريجهم يصيح أحدهم أنها (الكاميرا الخفيّة) ليُنهي ذلك البرنامج المضحك الذي أبكانا وينتهي هذا المشهد بعبارة “نلتقي معكم في برنامج قادم مع مهرجين جُددّ وسخافات متكررة”.