أحدث المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين لجهة درعة تافيلالت سنة 2016 بموجب مرسوم 672.11.2 القاضي بإحداث وتنظيم المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين، طبقا للمادة الأولى منه التي تنص على “إلزامية إحداث مركز جهوي لمهن التربية والتكوين على مستوى كل جهة”.
وفي سياق التعريف بمؤسسات تكوين الأطر العليا، جريدة الحدث بريس، تحط الرحال بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين لجهة درعة تافيلالت المقر الرئيس بالرشيدية، لتقرب المتتبعين من هذا المركز ومهامه وأهدافه ومختلف مسالك التكوين به، وفي هذا الصدد، التقى طاقم الحدث بالسيد مدير المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين والسيد المدير المساعد المكلف بسلك تكوين أطر الإدارة التربوية وأطر هيئة الدعم الإداري والتربوي والإجتماعي.
وعلى هذا الأساس، صرح السيد زيد بن يدير مدير المركز الجهوي على أن هذا المركز تم إحداثه بموجب مرسوم 672.11.2 ويعتبر بمثابة مؤسسة لتكوين الأطر العليا، مشيرا للمهام والخدمات الأساسية التي يقدمها هذا المركز كتأهيل أطر هيأة التدريس بكل من سلك التعليم الإبتدائي والثانوي بمختلف التخصصات والأسلاك التعليمية، إلى جانب تكوين الأطر الإدارية وأطر الدعم الإداري والتربوي والإجتماعي.
ولفت إلى أن المهام الأساسية الأخرى، تتمثل في تنظيم دورات للتكوين المستمر، وتنزيل الخطة الإستراتيجية الوطنية والجهوية للتكوين المستمر التي يستفيد منها العديد من الهيئات من موظفي وموظفات وزارة التربية الوطنية، وكذا اقتراح مجموعة من المشاريع لإصلاح منظومة التربية والتكوين، وإنتاج الوثائق الديداكتيكية التربوية من طرف الأساتذة وتأطيرهم لورشات الإنتاج الديداكتيكي، مع القيام بأنشطة البحث العلمي التربوي سواء في شقه النظري أو العملي بعد تأسيس مختبرات وفُرق للبحث داخل المركز الجهوي.
وفي نفس السياق، شدد السيد زيد على أن المركز يعرف العديد من الأنشطة الإشعاعية وندوات دولية ووطنية وجهوية في إطار اتفاقيات الشراكة المبرمة مع مختلف الشركاء الفاعلين سواء ارتبط الأمر على سبيل المثال بأنشطة تنظم بتنسيق مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة درعة تافيلالت، أو المديريات الإقليمية أو الكلية المتعددة التخصصات بالرشيدية، بهدف تنزيل البرنامج السنوي الذي يعده كل متدخل من المركز سواء كانوا أطر إدارية: “كالسادة المدرين المساعدين، السيد الكاتب العام وجميع الأساتذة ومختبرات البحث”، من أجل إعداد هذا البرنامج وتنزيله ليتم بمقرابة تشاركية وفقا للإمكانيات المتاحة.
وعلى صعيد آخر، أبرز السيد لخلافة متوكل بصفته المدير المساعد المكلف بسلك الإدارة التربوية وأطر هيأة الدعم الإداري والتربوي والإجتماعي بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين لجهة درعة تافيلالت على أن هذا المركز يتكون من مسالك وفئات كسلك هيئة التدريس وهو سلك يهتم بتكوين المدرسين سواء بالتعليم الإبتدائي أو التعليم الثانوي.
إلى جانب سلك الإدارة التربوية وأطر هيأة الدعم الذي ينقسم إلى مسلكين، مسلك خاص بالإدارة التربوية يلجه الأساتذة الذين قضوا على الأقل “ست سنوات من العمل في وزارة التربية الوطنية”على إثر مباراة تفتح في وجههم من أجل تغيير الإطار لمتصرف تربوي، ثم المسلك الثاني، وهو مسلك هيأة أطر الدعم الإداري والتربوي والإجتماعي يلجه الحاصلون على شهادة الإجازة في تخصصات محددة ويعينون على إثرها بمؤسسات التربية والتعليم.
بالنسبة للصيغ المعتمدة في التكوين مع أزمة كوفيد 19، أوضح السيد لخلافة المتوكل في هذا الصدد، على أن المركز اعتمد مختلف الصيغ بما فيها ” التكوين عن بعد” الذي أصبح يأخد شكله أو طريقه نحو الترسيم والذي استفاد منه المتدربون بشكل أساس خلال هذه الجائحة، فضلا عن التكوين بالتنواب الذي يعتمد بسائر المراكز المهن التربية والتكوين بما فيه المجزوءاتي النظري والميداني، استعدادا لتأهيلهم وامتلاكهم للمؤهلات الكافية لتحمل المسؤولية في الموسم المقبل إن شاء الله.
وأشار السيد الخلافة إلى أن الوحدة المركزية لتكوين الأطر، أذنت باعتماد الصيغ الممكنة وخاصة مايرتبط بالتكوين الحضوري والذاتي والميداني، كما تم تحضير العديد من المجزوءات والمحاور والعروض عن طريق المنصات الإلكترونية، بهدف التواصل وتأهيل جميع المتدربين بمختلف المسالك والأسلاك لامتلاك الكفايات الضرورية الواجب اكتسابها.
وشدد السيد لخلافة على أن التربية والتكوين قائمة على الحوار والتواصل والتفاعل، وبالتالي بدون امتلاك مهارات نفسية اجتماعية وتواصلية وحياتية بشكل عام، لايمكن لهؤلاء الأساتذة والمدبرين التربويين والإداريين أن ينجحوا في المهام التي ستناط بهم في التربية والتعليم، فالتربية والتكوين والتدبير ذكاء وفن وحوار وخبرة، ولايمكن للمعلومات والمعارف أن تكون كافية فقط لكي ينتصب الإنسان لهذه المهام النبيلة، لذلك فالمركز يحرص على اكساب هذه المهارات لجميع المتدربين ليكونوا في المستوى المطلوب ويحسون التصرف مع مختلف الوضعيات من أجل تحقيق الرقي لمؤسساتهم التعليمية، وبالتالي تحقيق أهداف منظومتنا التربوية، و التقدم الذي ننشده لأبناءنا ولبلدنا العزيز.
وفي كلمة أخيرة، أفاد السيد لخلافة متوكل، لجريدة الحدث بريس، أن “الغرض من التكوين يتمثل بالأساس في تكوين المتدربين تكوينا بيداغوجيا وديداكتيكيا وتقنيا ومهاريا يمكنهم من نقل المعارف العالمة التي اكتسبوها بالكليات والجامعات إلى مادة تعليمية قابلة لمعالجة وضعيات وتدبير الحوار والنقاش داخل الصف”.