شهدت كرة القدم الإفريقية السبت الماضي حادثة مأساوية أسفرت عن وفاة أحد مشجعي نادي مولودية الجزائر خلال مباراة الفريق ضد اتحاد المنستير التونسي، ضمن منافسات دوري أبطال إفريقيا. المباراة التي كانت من المفترض أن تكون عرسًا رياضيًا، تحولت إلى مشهد فوضوي يعكس الوضع العام في الجزائر، وسط صمت ملفت من الإعلام الرسمي الموالي للنظام العسكري، والذي عادة ما يتسارع في التنديد بكل ما يتعلق بالإضرار بصورة المغرب.
بدأت المواجهات بين المشجعين وقوات الأمن قبل انطلاق المباراة، حيث مُنع العديد من المتفرجين الذين يحملون تذاكرهم من دخول الملعب، ما أدى إلى اشتباكات عنيفة مع الشرطة الجزائرية والدرك. وسرعان ما تصاعدت التوترات لتتحول إلى اشتباكات واسعة النطاق بين الجماهير وقوات الأمن.
أجواء العنف والفوضى التي شهدتها المباراة ليست بمعزل عن المخاوف التي تسيطر على السلطات الجزائرية منذ بداية الحراك الشعبي السلمي في عام 2019، والذي جاء نتيجة استياء شعبي واسع من النظام العسكري-السياسي الفاسد والاستبدادي. ويبدو أن هذه المخاوف تدفع قوات الأمن إلى التعامل بشكل عنيف مع أي تجمع جماهيري، بما في ذلك المناسبات الرياضية.
ورغم أن الحراك الشعبي كان قد طالب بوضوح بالحكم المدني وإنهاء هيمنة العسكر على الحياة السياسية، إلا أن السلطات الجزائرية لم تتوانَ عن استخدام القوة ضد الجماهير، حتى في المحافل الرياضية، مما يطرح تساؤلات جدية حول حرية التعبير وحقوق الجماهير في البلاد.
مأساة وفاة المشجع الجزائري خلال هذه المباراة ليست مجرد حادثة معزولة، بل تعكس واقعًا أكبر من القمع وتقييد الحريات في الجزائر، وهي حالة تستمر السلطات في محاولة التغطية عليها إعلاميًا، على الرغم من أن آثارها الواضحة تتكشف أمام المجتمع المحلي والدولي.