دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الشركات الفرنسية العاملة في الولايات المتحدة إلى تعليق جميع مشاريع الاستثمار هناك، وذلك ردًا على إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية ضخمة على صادرات الاتحاد الأوروبي.
في مؤتمر صحفي عُقد في قصر الإليزيه، وصف ماكرون القرار الأمريكي بأنه “وحشي وغير مبرر”، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى تفاقم التوترات التجارية العالمية وتؤثر سلبًا على الاقتصاد الأوروبي. وقال ماكرون: “على الولايات المتحدة أن تعي أن هذه السياسات التجارية لا يمكن أن تمر دون رد. نحن نرفض أن نكون ضحايا حرب تجارية جديدة”.
لم يقتصر رد الفعل على فرنسا فحسب، بل شهدت العواصم الأوروبية موجة انتقادات لاذعة تجاه سياسة ترامب الاقتصادية. فقد أبدت المستشارة الألمانية أولاف شولتز قلقها من تداعيات القرار، بينما أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أن الاتحاد الأوروبي يدرس اتخاذ إجراءات انتقامية مماثلة.
أثارت تصريحات ماكرون قلق الشركات الفرنسية الكبرى مثل رينو، داسو للطيران، ولويس فويتون، حيث بدأ بعضها بدراسة إمكانية تقليل أنشطتها في السوق الأمريكية لتفادي الخسائر المحتملة. وأشار خبراء اقتصاديون إلى أن هذه الإجراءات قد تؤثر سلبًا على الاستثمارات بين الجانبين، مما يهدد النمو الاقتصادي في كل من أوروبا والولايات المتحدة.
من المتوقع أن تشهد الأيام المقبلة اجتماعات مكثفة بين المسؤولين الأوروبيين والأمريكيين في محاولة لنزع فتيل الأزمة. كما أن الاتحاد الأوروبي قد يلجأ إلى منظمة التجارة العالمية لرفع دعوى رسمية ضد القرار الأمريكي.
في ظل هذا التوتر المتزايد، يترقب العالم ردود فعل الأسواق المالية التي بدأت بالفعل تتأثر سلبًا، وسط مخاوف من تصاعد حرب تجارية شاملة بين ضفتي الأطلسي.