وضع مقلق ذلك الذي يعيشه العالم القروي، حسب آخر تقارير المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، الذي تم عرضه خلال دورته السبعين في الرباط.
وأفاد التقرير ذاته بأنه رغم الجهود المبذولة من طرف مختلف الفاعلين المتدخّلين فإنّ وضعيّة العالم القرويّ جدّ مقلقة، ولاسيّما في مجال الولوج إلى الخدمات الاجتماعية الأساسية والهجرة القروية والانتقال الديمغرافي والتحوّلات التي تعرفها أنماط العيْش، وخلق فرص الشغل في الوسط القروي، والضغط على الأراضي ذات الإنتاجيّة الفلاحيّة الكبيرة بسبب التوسّع العمراني المتزايد وتوسّع المدن، والأمن الغذائي والأمن الاقتصاديّ للأشخاص.
ومن أبرز معالم الوضع المقلق الذي تعاني منه القرى المغربية تحدث تقرير المجلس عن استمرار تسجيل ضعف البنيات التحتية، وانتشار المناطق المعزولة، وضعف الولوج إلى الخدمات الأساسية، وضعف البنيات التحتية الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية.
وأفاد المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي بأن العالم القروي يشكل انشغالا سياسيا بالنظر إلى أهمّيته الديموغرافية والاجتماعية والاقتصادية، إذ يغطي 90 في المائة من المساحة الإجمالية للبلاد، ويمثّل 40 في المائة؛ كما أنه يضمّ 43 في المائة من أصول البلاد، ويغطي 65 في المائة من حاجيات الحبوب، و96 في المائة من حاجيات الحليب، و98 في المائة من حاجيات اللحوم الحمراء، و100 في المائة من حاجيات الدواجن، و48 في المائة من حاجيات السكر، و9 في المائة من حاجيات الزيت.
وفي هذا السياق، أوضح التقرير الذي قدمه عضو المجلس عبد الرحيم الكسيري، في تشخيصه لوضعية القرى، أن النمو لفائدة الفقراء ينبغي أن يسير في اتجاه أن يصبح نموا لفائدة الساكنة القرويّة في البلاد، في سياق استمرار الفقر والهشاشة، بالنظر إلى أن 79.4 في المائة من الفقراء يعيشون في القرى. كما أن 64 في المائة من الأشخاص الذين في وضعية إعاقة يعيشون في العالم القروي؛ في حين ذكر الكسيري أن 32 في المائة فقط من ساكنة العالم القروي هي التي تتوفر على التغطية الصحية.
وفيما اعتبر التقرير أن أثر برامج ومشاريع التنمية القروية يظل دون مستوى تطلعات وحاجيات الساكنة، دق ناقوس الخطر في ما يتعلق بمعدلات الرسوب والهدر المدرسي، إذ قال إنها جد مرتفعة في العالم القروي، خاصة في السلك الثانوي الإعدادي والثانوي التأهيلي.
هسبريس – الشيخ اليوسي