مخاوف من إشعال “زابوريجيا” حربا عالمية.. وتغيرات في ساحة المعركة السورية

0

اهتمت الصحف العالمية بملفات عدة أبرزها تطورات أوكرانيا، معتبرة أن الأزمة التي تشهدها محطة زابوريجيا النووية، قد تحمل في طياتها بوادر حرب عالمية، كما تطرقت إلى الوضع في سوريا، ورأت أنها باتت بؤرة الصراعات الجديدة في المنطقة، بعد سلسلة غارات جوية أمريكية وإسرائيلية استهدفت جماعات مرتبطة بإيران.

وحذرت مجلة ”ناشيونال إنترست“ الأمريكية من أن القتال الدائر حول محطة زابوريجيا النووية قد يشعل فتيل حرب عالمية ثالثة إذا نتج عنه إشعاع أضر بالدول المجاورة لأوكرانيا.

وقالت المجلة إنه في الوقت الذي تستعد فيه الوكالة الدولية للطاقة الذرية لزيارة المحطة، يتنفس المسؤولون الغربيون الصعداء مع شعورهم بقلق متزايد بشأن كيف تتحول المحطات النووية المدنية في مناطق الحرب إلى ”قنابل إشعاعية موقوتة“ يمكن أن تشعل حربا عالمية.

- الحدث بريس-

- الحدث بريس-

- الحدث بريس-

وأشارت المجلة إلى تصريحات أدلى بها رئيس اللجنة المختارة للدفاع في مجلس العموم البريطاني الأسبوع الماضي، حذر فيها من أن ”أي ضرر متعمد يتسبب في تسرب إشعاعي من المفاعل النووي الأوكراني سيكون انتهاكًا للمادة الخامسة لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، التي تلزم جميع الأعضاء بالدفاع عن أي عضو آخر في الحلف إذا تعرض لهجوم مسلح“.

وأوضحت المجلة أنه في حال توقفت المولدات التي تعمل على تبريد المفاعل النووي الخاص بمحطة زابوريجيا عن أداء دورها، سيحدث تسريب إشعاعي.

وأضافت المجلة ”قامت السلطات الأوكرانية الأسبوع الماضي بتوزيع أقراص اليود على الأوكرانيين لتقليل سرطانات الغدة الدرقية التي قد يتسبب فيها الإشعاع.. وفي رومانيا، شجع وزير الصحة الأشخاص على اقتناء حبوب اليود مجانًا من الصيدليات المحلية، فيما استوردت مولدوفا مليون قرص من اليود“.

وتابعت ”ما تقدره هذه الدول ليس فقط أن الحوادث ممكنة في الحرب، ولكن أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد يهاجم عمدًا المحطات النووية الأوكرانية ويحولها إلى أسلحة نووية مركزة مسبقًا، إذ يمكن أن يؤدي تشتت النشاط الإشعاعي إلى إجبار الناتو على التراجع عن دعم أوكرانيا“.

وحذرت المجلة من أن ”زابوريجيا ليست فقط الوحيدة التي تشكل تهديدا، لكن هناك 9 محطات طاقة أخرى يمكن أن تهاجمها القوات الروسية في أوكرانيا“.

وأوضحت المجلة أن ”الإدارة الأمريكية ليس لديها أي خطة جدية للتعامل مع مثل هذه الحوادث، إلا أنها دعمت فقط دعوة مفتشي الوكالة الدولية لزيارة المحطة الأوكرانية“.

وقالت إن ”عمل الوكالة إجراء عمليات تدقيق نووية بين الحين والآخر، وليس لحماية المنشآت من الهجمات العسكرية، ولا تستطيع الوكالة المخاطرة بإبقاء موظفيها لتعطيل أي هجوم“.

 العيون على سوريا

ذكرت صحيفة ”جيروزاليم بوست“ العبرية أن كل الأنظار تتجه إلى سوريا بعد سلسلة ضربات جوية أمريكية وإسرائيلية خلال الأسابيع الماضية.

وقالت الصحيفة إنه إلى جانب المحادثات النووية الإيرانية، والتقارب الروسي الإيراني واحتمال حصول موسكو على طائرات دون طيار إيرانية، تلوح التداعيات في الأفق على الشرق الأوسط، خاصة على سوريا.

وأشارت الصحيفة إلى أن ”الضربات الجوية الأخيرة في سوريا أدت لزيادة التوترات بين إيران والولايات المتحدة من جهة، وبين إيران وإسرائيل من جهة أخرى؛ ما قد يؤثر على روسيا بشكل كبير“.

وكانت دمشق أعلنت مساء الأربعاء، أن ”إسرائيل استهدفت مطار حلب بغارات صاروخية ألحقت به أضرارا مادية“.

وتأتي تلك الضربات في أعقاب جولتين من الضربات الجوية التي نفذتها الولايات المتحدة ضد جماعات إيرانية في سوريا خلال الأسبوعين الماضيين.

وتحت عنوان ”ماذا تعني الضربات الجوية في سوريا؟“، أوضحت الصحيفة أن ”الأحداث الأخيرة في سوريا تثير العديد من التساؤلات حول كيفية تغير ساحة المعركة السورية وكيف أصبحت البلاد بؤرة للنشاط، على الصعيدين الإقليمي والعالمي“.

وقالت الصحيفة ”بينما تعمل إيران على ترسيخ جماعاتها المرتبطة بالحرس الثوري في سوريا، وتنقل الأسلحة إلى حزب الله اللبناني، يبدو أن التركيز على سوريا مهم الآن بسبب الاتفاق النووي الإيراني.“

وأضافت ”هناك الكثير مما يحدث في المنطقة في هذا الصدد؛ إيران تركز على الفوضى السياسية في العراق؛ وزير الخارجية الإيراني ذهب إلى روسيا يوم الثلاثاء؛ أعربت الولايات المتحدة عن قلقها بشأن تكديس حزب الله للأسلحة مع تجديد تفويض اليونيفيل“.

ونقلت الصحيفة عن مركز ”ألما“ الإسرائيلي للأبحاث والتعليم قوله إن ”مطار حلب تعرض لهجوم جوي، استهدف المدرج والمستودعات، لأن المطار أصبح جزءا من الممر الجوي الإيراني بشكل كبير إضافة إلى مطار دمشق“.

وتساءلت الصحيفة ”لماذا تحول إيران ممرها الجوي شمالا إلى حلب؟.. هل لأن الممر السابق من البوكمال المتجه إلى دمشق ثم إلى لبنان أو باتجاه الجولان أصبح أقل استدامة؟.. هل لهذا السبب حاولت إيران مهاجمة القوات الأمريكية في التنف بالقرب من الحدود الأردنية“.

وأضافت ”يجب على إيران العبور بين التنف والفرات لتوسيع هذا الممر.. يمكن أن ينجح استخدام حلب من أجل ذلك، لكنها أيضًا قريبة من تركيا وكذلك من الروس في اللاذقية.. وإذا كان الروس ينقلون نظام إس – 300 من سوريا أو يركزون على أوكرانيا، فربما تستغل إيران هذا الواقع“.

واختتمت الصحيفة ”ترسم الضربات الجوية على سوريا صورة للتوترات المتصاعدة في الوقت الذي يتحدث فيه الغرب عن العودة إلى الصفقة الإيرانية؛ ما ينذر بمستقبل محفوف بالمخاطر على المنطقة، خاصة مع نقل إيران أسلحتها بشكل متزايد إلى سوريا ونحو لبنان“.

غورباتشوف والصين

سلطت صحيفة ”واشنطن بوست“ الأمريكية الضوء على ردود أفعال الصينيين تجاه وفاة رئيس الاتحاد السوفيتي السابق ميخائيل غورباتشوف، والذين اتهموه بـ“بيع وطنه“.

وقالت الصحيفة إن ”غورباتشوف، الذي رحل الثلاثاء، عن عمر يناهز 91 عاما وتم تكريمه في الغرب فقط لإنهائه الحرب الباردة – ينظر إليه في الصين على أنه الرجل الذي تسبب في كارثة لشعبه وفكك دولة اشتراكية عظيمة“.

وأشارت الصحيفة إلى أن ”الاستجابة لوفاة غورباتشوف، على وسائل التواصل الاجتماعي في الصين كانت أكثر تطرفًا، حيث وصف الرواد البارزون الزعيم السابق بأنه شرير التاريخ“.

ووفقا للصحيفة، قال شيانغ ليغانغ، المعلق على الأحداث والسياسة الجارية على موقع المدونات الصيني ”ويبو“، إن ”غورباتشوف جلب الكارثة ليس فقط لشعوب الاتحاد السوفيتي، ولكن للعالم بأسره“، وألقى اللوم في الحرب الروسية على أوكرانيا على التداعيات الاقتصادية والأمنية التي أعقبت تفكك الاتحاد السوفيتي.

ونقلت الصحيفة عن هو شيجين، المحرر السابق لصحيفة ”غلوبال تايمز“ الصينية الحكومية قوله إن ”غورباتشوف، كان واحدا من أكثر القادة إثارة للجدل في العالم.. لقد نال شهرة واسعة في الغرب ببيعه مصالح وطنه“.

وقالت الصحيفة ”يؤكد تشويه صورة غورباتشوف، على المدى الذي قطعه الحزب الشيوعي الحاكم والزعيم الصيني، شي جين بينغ، لتشكيل مسار مختلف عن المسار الذي اتخذه الزعيم السوفيتي الإصلاحي“.

وأضافت ”شي – الذي من المتوقع أن يتولى فترة رئاسية ثالثة – أعاد تأكيد سيطرة الدولة على الاقتصاد، وفرض سيطرته الشخصية على الجيش، وأمر بتجديد الالتزام بالأيديولوجية الشيوعية، وسعى إلى اجتثاث تأثير النفوذ الغربي“.

ونقلت الصحيفة عن أستاذ العلاقات الدولية في جامعة ”رينمين“ الصينية شي ين هونغ، قوله ”ينتقد الحزب الشيوعي بشدة غورباتشوف، معتقدًا أنه خان الاتحاد السوفيتي“.

وأضاف ”بعد فترة وجيزة من وصوله إلى السلطة في 2012، بدا أن شي، يؤيد إلقاء اللوم على غورباتشوف، في خطاب تم تداوله بين المسؤولين ولكن لم يتم نقله في وسائل الإعلام الحكومية، وذلك وفقًا لملخصات مسربة لملاحظات حصل عليها هونغ.

وقالت ”واشنطن بوست“ إن ”أوامر صدرت للكوادر الصينية بمشاهدة فيلم وثائقي عن انهيار الاتحاد السوفيتي، مع التركيز على الدروس المريرة لقيادة غورباتشوف. وتمت إعادة نشر فيلم وثائقي آخر الأربعاء، إذ زاد المعلقون من الانتقادات الموجهة للزعيم السوفيتي السابق“.

 

المصدر: أحمد فتحي – إرم نيوز
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.