سلط باحثون، أمس الجمعة بمكناس، الضوء على الخصائص المضادة للسرطان، و مضادات الأوعية الدموية للزعفران و مكوناته.
و أوضح حميد الشاكير، باحث بمعهد “سيربا” للأبحاث بفرنسا، في كلمة بمناسبة إعطاء إنطلاقة الدورة الثالثة من مهرجان إرزفران، و هي تظاهرة مخصصة للإحتفاء بزراعة الزعفران الطبيعي، أن العديد من الدراسات تشير إلى المنافع العديدة لمكونات الزعفران ضد مجموعة من الأمراض، و خاصة السرطان، مسجلا أن “الزعفران السوسني” المعروف بإسم “الزعفران”، كان يشكل على مدى ال3500 سنة الماضية، دواء متعدد الإستخدامات.
و أشار المتحدث نفسه إلى أن “أزيد من 160 إصدارا علميا أثبتت قدرة الزعفران و مكوناته النشيطة الرئيسية على مكافحة السرطان، و ذلك من خلال البراهين المستقاة من عدد من الدراسات المختبرية و الحية”.
و أوضح الباحث أن الزعفران، يزخر بالعديد من الفوائد الدوائية المفيدة، لاسيما الخصائص الوقائية الكيميائية و المضادة للسرطان المرتبطة بالوجود الغني بالكاروتينات، و خاصة الكروسين و الكروسيتين و البيكروكروسين و السافرانال.
و أبرز المتحدث نفسه، أيضا، أن الزعفران، يساهم في الوقاية من التسممات المرتبطة بالعديد من عوامل العلاج الكيميائي للسرطان، مشيرا إلى أن “المكونات الرئيسية للزعفران، الكروسين و الكروسيتين، قد يكون لها تأثير عند إستخدامها مع الأدوية التقليدية الأخرى المضادة للسرطان، مما قد يساعد على تحسين فعالية هذه الأدوية في علاج السرطان”.
من جانبه، توقف عبد الغني الطاهري، المكلف بالبحث بالمعهد الوطني للبحث الزراعي بأكادير، عند تطور إنتاج الزعفران بالمغرب في السنوات الأخيرة، و أهداف هذه السلسلة في إطار الإستراتيجية الفلاحية الجديدة “الجيل الأخضر 2030-2020”.
و أشار المتحدث نفسه، إلى أن المغرب، يعد رابع أكبر منتج للزعفران على مستوى العالم، مضيفا أن زراعة الزعفران في المغرب تتركز بشكل رئيسي في تاليوين و تازناخت (الأطلس الكبير)، بمتوسط إنتاج سنوي يقدر ب 5.5 طن.
و أفاد الباحث بأن المساحة المخصصة لزراعة الزعفران، تضاعفت ثلاث مرات بين عامي 2008 و 2019، بفضل إعتماد نظام الري بالتنقيط، مما شجع على توسيع مزارع الزعفران، و تجاوز الهدف المحدد لعام 2020 بنسبة 138 في المائة، مؤكدا على الأهمية السوسيو – إقتصادية الكبيرة للزعفران بالنسبة للمنتجين المحليين.
و إستعرض المتحدث نفسه، مختلف الأبحاث التي أنجزها المعهد الوطني للبحث الزراعي لتعزيز زراعة الزعفران، و الحد من تأثير المناخ على مردودية هذه السلسلة.
و بحسب الخبير، فإن من شأن إدماج المقاربات الفلاحية الفيسيولوجية و التكنولوجية الحيوية أن يساهم في النهوض بزراعة الزعفران و تحسين المردودية و الجودة و تثمين هذه البهارة عبر تطوير منتجات جديدة و التصديق على جودتها.
و في تصريح للصحافة، أشارت رئيسة جمعية “إرزافران”، حفيظة مقادري، إلى أن هذه النسخة من المهرجان تعد “فريدة من نوعها حيث عملنا على ربط السياحة البيئية بزراعة الزعفران، و كل ما يتعلق بالبحث و التطوير” في هذه البهارة.
و أوضحت أن المهرجان، يهدف إلى تعزيز موقع المغرب كمنصة دولية لإنتاج الزعفران سواء من حيث الكمية أو الجودة”، مضيفة أن الأمر يتعلق أيضا بتعزيز التمكين للمرأة القروية، بالنظر لكون زراعة الزعفران تتم في إطار تعاونيات نسائية.
و أشارت إلى أن المهرجان، يهدف كذلك إلى التعريف بمشروع “طريق الزعفران”، الذي سيربط منطقة تالوين بجهة فاس-مكناس، و جماعة سرغينة على وجه الخصوص، مؤكدة أن “طريق الزعفران”، تعد وسيلة لجذب السياح إلى مزارع الزعفران الموجودة بأماكن إستراتيجية.
و أوضحت أن “هذه المزارع المخصصة للزعفران، ستشكل محطات متميزة على طريق الزعفران، حيث يمكن للسياح المغاربة و الأجانب التوقف من أجل الإكتشاف و الزيارة و التذوق و الأكل و النوم و إقتناء ما يحتاجونه، قبل مواصلة طريقهم نحو المحطة الموالية”.